نزوح جماعي من قرية الدارة في السويداء إثر استهدافها بالرشاشات الثقيلة

السويداء/درعا – وكالة قاسيون: شهدت قرية "الدارة" الواقعة في ريف السويداء الغربي، مساء أمس الأحد، حالة نزوح جماعي واسعة النطاق للسكان، وذلك إثر استهداف مباشر ومنظم بالرشاشات الثقيلة من قبل فصائل محلية تنشط في محافظة السويداء. وقد أثار هذا الهجوم موجة من الذعر والخوف في صفوف المدنيين، أجبرتهم على ترك منازلهم والبحث عن ملاذ آمن في القرى المجاورة.
وأفاد ناشطون محليون بأن القرية، التي يقطنها في الغالب أفراد من عشائر البدو، تعرضت لهجوم شرس استهدف منازل المدنيين بشكل مباشر، ونفذته فصائل محلية متمركزة في مناطق مختلفة من السويداء. وقد أدى هذا الاستهداف العشوائي إلى إلحاق أضرار مادية بالممتلكات، وتسبب في حالة من الهلع الشديد في صفوف الأهالي، مما دفعهم إلى النزوح الجماعي نحو القرى المحاذية في محافظة درعا.
وذكر "تجمع أحرار حوران" في بيان له، أن استهداف قرية الدارة بالرشاشات الثقيلة تم من قبل مسلحين يتمركزون في محيط مطار الثعلة العسكري الواقع في ريف السويداء. وأضاف التجمع أن هذا الهجوم يأتي في سياق تصاعد التوترات بين الفصائل المحلية المختلفة في المنطقة، وأن المدنيين هم الضحية الأبرز لهذه الصراعات.
وأشار التجمع إلى أن "العائلات النازحة من قرية الدارة قد توجهت إلى مناطق المليحة الشرقية والكرك وناحتة في ريف درعا الشرقي، بحثًا عن الأمان والحماية". وقد تم استقبال العائلات النازحة في هذه المناطق من قبل الأهالي الذين قدموا لهم الدعم والمساعدة، وتوفير المأوى والغذاء.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصوّرة مؤثرة تظهر لجوء سكان القرية إلى مسجد في بلدة "المليحة الشرقية" في ريف درعا، بعد خروجهم ليلاً هربًا من الاستهداف العشوائي الذي تعرضت له قريتهم. وتظهر الصور ومقاطع الفيديو حجم المعاناة التي يعيشها النازحون، الذين اضطروا إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم في ظروف قاسية.
توترات متصاعدة في الريف الغربي للسويداء
وشهد محور الدارة – الثعلة في محافظة السويداء، خلال الأيام الأخيرة، تبادلاً للقصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة بين مجموعات مسلحة مختلفة، بعضها يتبع لعشائر البدو، وأخرى لما يُسمّى "المجلس العسكري" في المحافظة. وقد أدى هذا التصعيد في وتيرة الاشتباكات إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني في المنطقة، وزيادة معاناة المدنيين.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية بتحليق طائرات استطلاع تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في سماء محافظة درعا، مما يثير مخاوف من تدخل خارجي في الصراعات الدائرة في المنطقة.
وكانت مجموعات من إدارة "الأمن العام" قد انتشرت على طول الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء في محاولة لمنع أي هجوم من الفصائل المحلية أو "المجموعات الخارجة عن القانون"، إلا أن هذه الإجراءات لم تنجح في منع الهجوم على قرية الدارة.
محافظ السويداء يعلن عن تنفيذ بنود الاتفاق مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة
وعلى الرغم من إعلان محافظ السويداء، مصطفى البكور، البدء بتنفيذ بنود الاتفاق المبرم مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة، بهدف تهدئة الأوضاع ونزع فتيل التوتر، إلا أن المحافظة لا تزال تسجّل توترات واشتباكات بين الحين والآخر.
وأوضح "بكور" في تصريح للصحفيين أن الحكومة بدأت تنفيذ البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي، والذي يتضمن جملة من الإجراءات والتدابير الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وستبدأ الخطوات العملية بشكل فوري.
وأكد البكور أن المحافظة ستعمل على معالجة النقص الحاصل في المواد الأساسية في السويداء نتيجة للتوترات الأخيرة التي أدّت إلى إغلاق طريق دمشق، مشيراً إلى أن الأمن العام سيتولى مسؤولية حماية الطريق، وتسيير دوريات ذهاباً وإياباً لطمأنة الأهالي وتأمينهم.