وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 5 مايو - 2025

البحرين تدين الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وتجدد دعمها لسيادتها ووحدتها

المنامة – قاسيون: أصدرت وزارة الخارجية في مملكة البحرين بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على ما وصفته بـ "الجمهورية العربية السورية الشقيقة". وأكد البيان، الذي نشرته الوزارة أمس الأحد، على موقف المملكة الثابت والداعم لسيادة سوريا وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، معربة عن تطلعها إلى تحقيق الأمن والازدهار المستدام للشعب السوري.

ويأتي هذا البيان في أعقاب تصعيد ملحوظ في حدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، كان آخرها غارة جوية استهدفت منطقة مجاورة لقصر الشعب في دمشق، وفقاً لما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي.

وقد بررت تل أبيب هذه الضربة بأنها "رسالة تحذير" للإدارة السورية، في تصريح علني صادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، أكدا فيه أن "هذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح بنشر قوات جنوبي دمشق أو بأي تهديد للدروز".

وقد أثارت هذه التصريحات والغارات الإسرائيلية المتكررة موجة من الاستياء والاستنكار على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تعتبرها دمشق انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية ومحاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.


المثير في الأمر أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة جاءت بعد ساعات قليلة من إصدار زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهائها بياناً مصوراً مساء الخميس، أكدوا فيه أنهم جزء لا يتجزأ من سوريا الموحدة، ورفضوا بشكل قاطع أي تقسيم أو انفصال. كما تزامن ذلك مع إعلان الحكومة السورية عن اتفاق مع وجهاء جرمانا، التي يقطنها سكان دروز بريف دمشق، على تعزيز الأمن وتسليم السلاح المنفلت.

ويرى مراقبون أن هذا التوقيت يحمل دلالات واضحة، حيث يعتبرونه "صفعة" لإسرائيل التي تسعى جاهدة لاستغلال ورقة الأقليات، وخاصة الدروز في جنوبي سوريا، لترسيخ تدخلاتها وانتهاكاتها للسيادة السورية وفرض واقع انفصالي يخدم مصالحها.


في المقابل، تؤكد دمشق باستمرار على أن جميع الطوائف في البلاد تتمتع بحقوق متساوية دون أي تمييز، وأن الدولة السورية حريصة على حماية جميع مواطنيها وضمان أمنهم واستقرارهم. وتشدد على أن محاولات إسرائيل لاستغلال قضية الأقليات هي مجرد ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وتقويض وحدتها الوطنية.

وتجدر الإشارة إلى أن الدعم البحريني لسوريا يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحولات متسارعة وتحديات جسيمة، مما يؤكد على أهمية التضامن العربي والعمل المشترك للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي ومواجهة التدخلات الخارجية. ويبقى السؤال المطروح: هل سيساهم هذا الموقف البحريني في تعزيز التوجهات الداعية إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن وحدة البلاد وسيادتها؟