دمشق تضيء السيف الدمشقي وتُطلق مشاريع تطويرية شاملة

دمشق، قاسيون- تواصل مديرية الصيانة في محافظة دمشق جهودها الدؤوبة في تنفيذ أعمال تمديد شبكة الكهرباء وتركيب أجهزة إنارة حديثة حول مجسّم "السيف الدمشقي" الشهير، وذلك في إطار خطة شاملة تهدف إلى تحسين الواقع الجمالي للعاصمة وإبراز معالمها الحضارية.
وفي تصريح رسمي صادر عن محافظة دمشق اليوم، أكدت الجهات المعنية إتمام عملية استبدال الألواح التالفة في محيط المجسم بأخرى ملونة ذات جودة عالية، مصممة خصيصًا لإضفاء جمالية مميزة على الموقع. وتهدف هذه الخطوة إلى إبراز "السيف الدمشقي" كمعلم بصري رمزي يعكس عراقة المدينة وتاريخها، بالإضافة إلى تحسين إنارته بشكل يتناسب مع موقعه الحيوي في قلب العاصمة.
وأضاف البيان أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة متكاملة وشاملة لتحسين المشهد البصري وتنظيم وسط المدينة، وهي خطة لا تقتصر على مجرد أعمال إنارة وتجميل، بل تتعداها إلى معالجة مشكلات هيكلية واختناقات مرورية مزمنة. وشملت هذه الخطة في مرحلتها الأولى إغلاق المداخل العشوائية المؤدية إلى سوق الحميدية الأثري يوم أمس، بهدف الحفاظ على الطابع التاريخي للسوق وتنظيم حركة الزوار. كما تم تعديل اتجاهات السير في عدد من الشوارع الحيوية المحيطة بالسوق، وذلك بهدف تسهيل حركة المرور وتخفيف الازدحام.
وتتوازى هذه الجهود التطويرية في دمشق مع مشاريع مماثلة يتم تنفيذها في محافظات أخرى في عموم البلاد. ففي محافظة إدلب، قامت الجهات المختصة بتاريخ 27 نيسان/أبريل بصيانة شاملة للأوتستراد الدولي في منطقة معرة النعمان، وذلك بهدف تسهيل حركة النقل وتأمين انسيابية المرور على هذا الطريق الحيوي الذي يربط شمال البلاد بجنوبها. كما تضمنت المشاريع إعادة تأهيل مدرسة جول جمال الأثرية في محافظة [يجب استبدال هذا الجزء باسم المحافظة الصحيحة] بعد سنوات من الإهمال والتدهور خلال فترة النظام البائد. هذه المدرسة، التي تعتبر صرحًا تعليميًا وتاريخيًا هامًا، تعكس بجمالها وأصالتها جزءًا هامًا من تاريخ البلاد.
وأكدت مصادر مطلعة لوكالة قاسيون أن هذه المشاريع تندرج ضمن استراتيجية حكومية شاملة تهدف إلى إعادة تنشيط البنى التحتية والخدمات الأساسية في مختلف المحافظات، وذلك من خلال خطط مرحلية تهدف إلى رفع كفاءة المرافق العامة، وتعزيز الطابع الحضري والخدمي للمدن، بما يواكب متطلّبات المرحلة الرّاهنة ويُلبي تطلّعات المواطنين.
ويرى مراقبون أن هذه المشاريع تمثل خطوة هامة نحو إعادة بناء وتطوير البنية التحتية في البلاد، وتساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، بالإضافة إلى تعزيز صورة سوريا كدولة حضارية تسعى إلى مواكبة التطورات الحديثة مع الحفاظ على هويتها التاريخية والثقافية. وتأتي هذه الجهود في وقت بالغ الأهمية، حيث تتطلع البلاد إلى تجاوز التحديات الراهنة والبدء في مرحلة جديدة من النمو والازدهار.