دمشق – خاص –اهتزت العاصمة السورية دمشق، ليلة أمس، على وقع حادثة مأساوية جديدة، حيث لقيَت امرأة مصرعها إثر هجوم مسلح استهدف ملهى ليلياً يقع في ساحة الحجاز. يأتي هذا الحادث في ظل تصاعد المخاوف الأمنية وتزايد الانتقادات الموجهة لأداء الأجهزة الأمنية، خاصة بعد حادثة الاعتداء على مدنيين في ملهى آخر قبل أيام.

وذكرت مصادر محلية لوكالة قاسيون أن مسلحين مجهولين اقتحموا الملهى الليلي في ساعة متأخرة من الليل، وبادروا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الموجودين داخل المكان.

وأضافت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل امرأة كانت تعمل في الملهى، في حين لم يتم الإعلان عن وقوع إصابات أخرى.

ولم تتضح حتى الآن دوافع هذا الهجوم أو الجهة التي تقف خلفه، وسط غياب أي تبنٍّ رسمي من أي جهة حتى لحظة كتابة هذا الخبر. كما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة السورية أو الأجهزة الأمنية حول الحادثة.

ويثير هذا الهجوم تساؤلات جدية حول الوضع الأمني في العاصمة دمشق، ويزيد من حدة الانتقادات الموجهة للأجهزة الأمنية، خاصة في ظل تكرار حوادث مماثلة خلال الفترة الأخيرة.

تزامن مع حادثة اعتداء سابقة تثير غضباً شعبياً

يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من حادثة أخرى أثارت غضباً شعبياً واسعاً، حيث قامت مجموعة من قوات الأمن بمداهمة ملهى ليلي آخر في دمشق والاعتداء على المدنيين الموجودين داخله. وقد وثق مقطع فيديو، انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل الاعتداء، الأمر الذي أثار موجة من الاستنكار والإدانة.

وزارة الداخلية تتحرك بعد انتشار فيديو الاعتداء

على خلفية الضغط الشعبي المتزايد، أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم أمس الأحد، عن إيقاف عدد من العناصر العسكريين المتورطين في الاعتداء على مدنيين في أحد أحياء مدينة دمشق.

وأوضح المكتب الإعلامي في الوزارة، في تصريح لقناة "الإخبارية السورية"، أن مقطع الفيديو الذي التقطته إحدى كاميرات المراقبة أظهر اعتداء مجموعة من العناصر على عدد من المدنيين، ما دفع الجهات المختصة إلى التحرك الفوري.

وأكدت الوزارة أنها باشرت فوراً اتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة المتورطين، حيث أفضت التحقيقات الأولية ومراجعة التسجيلات إلى التعرف إليهم واعتقالهم وتحويلهم إلى القضاء "لينالوا جزاءهم العادل".

وشددت وزارة الداخلية على أن سيادة القانون هي المرجع في جميع القضايا داخل الأراضي السورية، مؤكدةً أن أي تجاوز بحق المواطنين أو الممتلكات العامة سيُواجه بإجراءات قانونية حازمة.

تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية

ورغم تحرك وزارة الداخلية وتوقيف المتورطين في حادثة الاعتداء على المدنيين، إلا أن حادثة الهجوم المسلح على الملهى الليلي تثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة وقدرتها على حفظ الأمن وحماية المواطنين.

وتطالب أوساط شعبية ومراقبون بضرورة إجراء تحقيق شفاف في حادثة الهجوم المسلح والكشف عن ملابساتها وتقديم الجناة للعدالة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز الأمن وحماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.