إسبانيا تدعو لوقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا

دمشق - قاسيون: دعا وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مؤكداً أن استقرار سوريا يمثل مفتاحاً أساسياً لتحقيق السلام المستدام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.
وفي منشور له عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، شدد ألباريس على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه سوريا المستقرة في صياغة مستقبل سلمي للمنطقة، مجدداً التزام بلاده الثابت بوحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها الوطنية.
وأكد الوزير الإسباني أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا تُفاقم حالة عدم الاستقرار الإقليمي وتزيد من تعقيد الجهود المبذولة لتحقيق انتقال سياسي سلمي وشامل يلبي تطلعات الشعب السوري.
كما أعرب ألباريس عن قلقه العميق إزاء تصاعد وتيرة أعمال العنف في سوريا، مطالباً جميع الأطراف المعنية بضمان حماية جميع الطوائف الدينية والعرقية المتواجدة على الأراضي السورية. وأضاف: "نتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع وأعمال العنف في سوريا، ونحث السلطات على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان حماية جميع الطوائف الدينية والعرقية".
**إدانات دولية واسعة النطاق:**
تأتي هذه التصريحات الإسبانية في سياق تصاعد الإدانات الدولية للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا. فقد شهدت الأيام الماضية تنديداً واسعاً من قبل العديد من الدول العربية والغربية، التي دعت إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات المتكررة.
وطالب المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام سيادة سوريا والالتزام الصارم باتفاقية فصل القوات، مشدداً على ضرورة تجنب أي تصعيد من شأنه تقويض جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
تصاعد التوترات في ريف دمشق والجنوب السوري:
تأتي تصريحات وزير الخارجية الإسباني في أعقاب التوترات الأخيرة التي شهدتها مناطق جرمانا وصحنايا بريف دمشق، بالإضافة إلى محافظة السويداء. ففي جرمانا، شنت مجموعات مسلحة هجمات واسعة النطاق على المدينة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة خلفت 13 قتيلاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام. وامتدت المواجهات بعد ذلك إلى بلدتي صحنايا وأشرفيتها، حيث لقي 16 عنصراً أمنياً إضافياً مصرعهم.
وفي مساء يوم الجمعة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع متفرقة في ريف دمشق ودرعا وحماة، في واحدة من أعنف الهجمات التي طالت الأراضي السورية خلال الأشهر الأخيرة.
وسبقت هذه الهجمات سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع مختلفة بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق. وفي بيان صادر عنها، زعمت سلطات الاحتلال أن هذه الهجمات "تحمل رسالة واضحة إلى الحكومة السورية"، مشددة على أن إسرائيل "لن تسمح بأي تهديد للدروز"، على حد تعبيرها.
وتثير هذه التطورات المتسارعة مخاوف جدية بشأن تصاعد حدة الصراع في المنطقة وتأثيرها على استقرار الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية في سوريا. ويؤكد المراقبون أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام في سوريا والمنطقة بأسرها.