وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 4 مايو - 2025

لندن تدعو دمشق لحماية الدروز وتحذر تل أبيب من زعزعة استقرار سوريا

لندن - في خضم تصاعد التوترات الأخيرة التي شهدتها مناطق مختلفة في سوريا، أصدرت الحكومة البريطانية بياناً شديد اللهجة دعت فيه السلطات السورية إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية الطائفة الدرزية، وطالبت في الوقت ذاته إسرائيل بالامتناع عن أي خطوات من شأنها زعزعة استقرار البلاد.


وأعربت المملكة المتحدة، في بيان رسمي صدر السبت، عن "استنكارها للهجمات الأخيرة التي استهدفت أبناء الطائفة الدرزية في سوريا"، وحثت الحكومة السورية على "اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء وحماية المدنيين من العنف ومحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات". وشدد البيان، الذي نشر على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، على "ضرورة رفض العنف من جميع الأطراف وضمان حماية المدنيين والامتناع عن أي تصرفات قد تؤدي إلى تأجيج التوتر بين مكونات المجتمع السوري".


إلى جانب ذلك، وجهت المملكة المتحدة رسالة واضحة إلى إسرائيل، داعية إياها إلى "تجنب أي خطوات من شأنها زعزعة استقرار سوريا"، ومشددة على "أهمية احترام سيادة البلاد وسلامة أراضيها". وأكد البيان على أنه "لا يمكن تحقيق سلام دائم أو مستقبل أفضل للسوريين ما لم تُحمَ جميع مكونات المجتمع السوري وتُشرك بشكل كامل في عملية الانتقال السياسي".


وتأتي هذه التصريحات البريطانية في أعقاب التوترات الأخيرة التي شهدتها مناطق جرمانا وصحنايا بريف دمشق ومحافظة السويداء، والتي بدأت فجر الثلاثاء الماضي بهجمات على مدينة جرمانا، أسفرت عن اشتباكات عنيفة أوقعت 13 قتيلاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام، قبل أن تمتد المواجهات إلى صحنايا وأشرفيتها، وتؤدي إلى مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً.


وتفجرت هذه الأحداث على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، يتضمّن إساءة للنبي الكريم، ما أثار موجة غضب واسعة، على الرغم من نفي الشيخ المعني أي صلة بالتسجيل. وفي المقابل، دان عدد من مشايخ وعائلات الطائفة التسجيل، مؤكدين احترامهم للرموز الدينية، ودعوا إلى ضبط النفس وتفادي الفتنة الطائفية.


وتزامن هذا التصعيد مع غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت، مساء أمس الجمعة، مواقع متفرقة في ريف دمشق ودرعا وحماة، في واحدة من أعنف الهجمات التي طالت الداخل السوري خلال الأشهر الأخيرة. وسبق هذه الهجمات غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً قرب القصر الرئاسي في دمشق، قالت إسرائيل إنها "تحمل رسالة واضحة إلى الحكومة السورية"، مؤكدة أنها "لن تسمح بأي تهديد للدروز".


الجدير بالذكر أن المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، طالب في وقت سابق من اليوم إسرائيل بـ "احترام سيادة سوريا والالتزام باتفاقية فض الاشتباك"، في إشارة إلى اتفاقية فك الارتباط الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974.


ويبدو أن التصريحات البريطانية والأوروبية تعكس قلقاً متزايداً بشأن تصاعد التوترات في سوريا واحتمال تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية، وسط دعوات متزايدة لجميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى مزيد من العنف والفوضى.