وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 5 مايو - 2025

الرياض وطهران تبحثان الملف السوري في ظل تصاعد التوترات والاعتداءات الإسرائيلية

الرياض - وكالة قاسيون: ضمن مسار تعزيز التنسيق الإقليمي حول الملفات العالقة في المنطقة، عقد مسؤولون رفيعو المستوى من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية اجتماعاً في العاصمة الرياض، تناول آخر تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية، في ظل تصاعد التوترات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وجرى اللقاء بين ممثل وزير الخارجية الإيراني، محمد رضا رؤوف شيباني، ونائب وزير الخارجية السعودي للشؤون السياسية، سعود الساطي، حيث ركز الجانبان بشكل أساسي على الوضع السوري، مع إيلاء اهتمام خاص للجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية.

وأكد شيباني خلال اللقاء على موقف بلاده الثابت الداعم لاستقرار سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها، معرباً عن إدانة طهران الشديدة لـ "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" التي وصفها بأنها تزعزع استقرار سوريا والمنطقة بأسرها. وشدد على أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً للأمن الإقليمي.

من جانبه، أكد المسؤول السعودي أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، ويحفظ وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية. وجدد التأكيد على تمسك المملكة بوحدة الأراضي السورية ورفضها القاطع لأي انتهاكات لسيادتها. كما دان الساطي الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع داخل سوريا، مشيراً إلى أنها تزيد من تعقيد الأوضاع وتساهم في تأجيج الصراع.

تنديد دولي متزايد بالاعتداءات الإسرائيلية:

يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي أثارت موجة من الإدانات والاستنكار من قبل دول عربية وغربية عديدة. ودعت هذه الدول إلى وقف فوري لهذه الهجمات التي تقوض جهود تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة.

وفي هذا السياق، طالب المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، دولة الاحتلال الإسرائيلي باحترام سيادة سوريا والالتزام باتفاقية فصل القوات، مؤكداً على أن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب التطورات الأخيرة في سوريا ويحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

**توترات متصاعدة في جنوب سوريا وريف دمشق:**

تتزامن هذه التصريحات الإيرانية والسعودية مع توترات متصاعدة تشهدها مناطق جرمانا وصحنايا بريف دمشق، ومحافظة السويداء. وكانت الأحداث قد بدأت فجر الثلاثاء الماضي في جرمانا، حيث شنت مجموعات مسلّحة هجمات على المدينة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام. وامتدت المواجهات لاحقاً إلى صحنايا وأشرفيتها، حيث قُتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، مما يثير مخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.

غارات إسرائيلية مكثفة تستهدف مواقع متفرقة في سوريا:

تصاعد التوتر بشكل ملحوظ مساء الجمعة، عندما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة في ريف دمشق ودرعا وحماة، في واحدة من أعنف الهجمات التي طالت الداخل السوري خلال الأشهر الأخيرة. وسبقت هذه الهجمات غارة جوية نفذتها طائرات إسرائيلية على موقع قرب القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، في رسالة تحمل في طياتها دلالات خطيرة حول نوايا التصعيد الإسرائيلي.

وفي بيان صادر عن دولة الاحتلال، زعم المسؤولون الإسرائيليون أن هذه الهجمات "تحمل رسالة واضحة إلى الحكومة السورية"، مشددين على أن إسرائيل "لن تسمح بأي تهديد للدروز"، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة الدور الذي تلعبه إسرائيل في الأزمة السورية، ومحاولاتها التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

تساؤلات حول مستقبل الملف السوري في ظل التطورات المتسارعة:

يبقى السؤال المطروح هو: إلى أي مدى يمكن أن يساهم هذا اللقاء السعودي الإيراني في تحقيق اختراق حقيقي في الملف السوري المعقد؟ وهل ستتمكن القوى الإقليمية والدولية من التوصل إلى حل سياسي ينهي سنوات من الصراع والمعاناة في سوريا، ويحفظ وحدة أراضيها واستقرارها؟ التطورات المتسارعة على الأرض، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، تزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمي للأزمة، وتضع المنطقة على حافة المزيد من التصعيد والتوتر. وستواصل وكالة قاسيون متابعة هذه التطورات عن كثب وتقديم تحليلات معمقة حول مستقبل الملف السوري.