اشتباكات عنيفة في السويداء ونزوح الأهالي وتحليق إسرائيلي مكثف في درعا

السويداء/درعا – وكالة قاسيون: تصاعدت حدة التوتر في جنوب سوريا مع تجدد الاشتباكات بين مجموعات مسلحة في محافظة السويداء، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء محافظة درعا.
فقد شهد محور الدارة – الثعلة في محافظة السويداء مساء أمس تبادلاً للقصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة بين مجموعات مسلحة، وفقاً لمصادر محلية أكدت لوكالة قاسيون انتماء بعض هذه المجموعات لعشائر البدو، بينما تتبع الأخرى لما يُسمى "المجلس العسكري" في المحافظة.
وأفادت المصادر بأن قرية الدارة في ريف محافظة السويداء، تعرضت لقصف عنيف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مصدره الفصائل المحلية المتمركزة في بلدة الثعلة ومحيط مطارها العسكري. وأوضحت المصادر أن هذا القصف جاء رداً على سقوط قذيفتي هاون في محيط بلدة الثعلة، الأمر الذي دفع الفصائل إلى استهداف قرية الدارة بشكل مباشر.
وأكدت المصادر أن القصف تسبب بحالة من الذعر الشديد بين المدنيين، ما اضطر العديد من أهالي القرية إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمناً في ريف درعا الشرقي، وتحديداً إلى بلدتي المليحة الشرقية والغربية. ولم يتسنَّ لوكالة قاسيون الحصول على معلومات مؤكدة حول حجم الخسائر المادية والبشرية جراء هذا القصف.
تحليق إسرائيلي مكثف في سماء درعا:
وفي سياق متصل، تشهد محافظة درعا الجنوبية حالة من التوتر والقلق المتزايدين نتيجة للتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في أجوائها. وذكرت مصادر ميدانية لوكالة قاسيون أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تواصل تحليقها بشكل ملحوظ في أجواء ريف درعا الشرقي والغربي، مروراً بمدن نوى، داعل، الشيخ مسكين، وبلدات ناحتة والحراك.
ويأتي هذا التحليق المكثف في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، ويزيد من مخاوف السكان المحليين من احتمال وقوع تصعيد عسكري في المنطقة.
بدء تنفيذ بنود الاتفاق في السويداء:
على صعيد آخر، أعلن محافظ السويداء، مصطفى البكور، أمس الأحد، البدء بتنفيذ بنود الاتفاق المبرم مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة، وذلك في محاولة لتهدئة الأوضاع المتوترة في المحافظة.
وأوضح البكور في تصريح للصحفيين أن الحكومة بدأت تنفيذ البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي، وأن الخطوات العملية ستبدأ بشكل فوري. وأكد البكور أن المحافظة ستعمل على معالجة النقص الحاصل في المواد الأساسية في السويداء نتيجة للتوترات الأخيرة التي أدّت إلى إغلاق طريق دمشق، مشيراً إلى أن الأمن العام سيتولى مسؤولية حماية الطريق، وتسيير دوريات ذهاباً وإياباً لطمأنة الأهالي وتأمينهم.
ويبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة هذه الإجراءات على احتواء التوتر المتصاعد في المنطقة، وتوفير الأمن والاستقرار للمدنيين في ظل استمرار الاشتباكات والتحليق الإسرائيلي المكثف.