وفد من أطباء بلا حدود يتفقد مشفى إزرع الوطني

قام وفد من منظمة أطباء بلا حدود، يوم الجمعة الموافق 9 أيار، بزيارة إلى مشفى إزرع الوطني الواقع في ريف محافظة درعا، وذلك في إطار جهود المنظمة المستمرة لتقييم الاحتياجات الصحية ودعم القطاع الطبي المتضرر في سوريا. اطلع الوفد خلال الزيارة على سير العمل والواقع الخدمي والطبي في المشفى، وتقييم التحديات التي تواجه الكادر الطبي والمرضى.
وبحسب بيان صادر عن محافظة درعا، أكد الوفد الإسباني خلال الزيارة على الأهمية القصوى لرفع جاهزية قسم الطوارئ في المشفى، مشددين على ضرورة تزويده بالمعدات والتجهيزات اللازمة لتقديم استجابة فعالة للحالات الطارئة. كما أكد الوفد على أهمية تنظيم دورات تدريبية متخصصة ومنتظمة للكادر الطبي العامل في المشفى، وذلك بالتنسيق الوثيق مع مديرية صحة درعا، بهدف تعزيز قدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع مختلف الحالات المرضية والإصابات.
تأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من الجولات التفقدية التي تجريها منظمة أطباء بلا حدود للمرافق الصحية في مختلف المناطق السورية. ففي 24 نيسان الفائت، قام وفد آخر من المنظمة بزيارة مماثلة للمشفى الوطني في محافظة طرطوس، حيث تفقدوا أقسام العناية المشددة الإسعافية، ووحدة غسيل الكلى، وقسم الحروق. وأعرب الوفد خلال تلك الزيارة عن تقديره لحجم العمل الكبير الذي يبذله الكادر الطبي في المشفى، وأكدوا على ضرورة تقديم الدعم اللازم لتلبية الاحتياجات الخاصة للمشفى وضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية للمرضى.
وتؤكد هذه الزيارات المتتالية على التزام منظمة أطباء بلا حدود بدعم القطاع الصحي المتهالك في سوريا، والذي يواجه تحديات جمة نتيجة سنوات من الصراع والعقوبات الاقتصادية. ففي بداية العام الجاري، أصدرت المنظمة تقريراً أشارت فيه إلى أن أكثر من 70 بالمئة من سكان سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأكدت المنظمة في تقريرها على سعيها الدؤوب لتوسيع نطاق أنشطتها في المناطق التي كان الوصول إليها صعباً في السابق.
وفي تصريح له، أوضح كارلوس أرياس، منسق الشؤون الطبية في سوريا لدى منظمة أطباء بلا حدود، "أن المستشفيات المتبقية في سوريا التي لا تزال تقدم خدمات طبية، تواجه صعوبات كبيرة ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر وصول الخدمات إلى المرضى في جميع أنحاء البلاد."
ويواجه القطاع الصحي في سوريا تحديات متراكمة تشمل النقص الحاد في التمويل، ونقص الكوادر الطبية المؤهلة، وتدهور البنية التحتية للمرافق الصحية، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة بسبب إجرام النظام البائد، مما يجعل التعاون الوثيق مع المنظمات الدولية الإنسانية ركيزة أساسية في جهود التعافي وإعادة الإعمار وتقديم الدعم اللازم للمرضى والمحتاجين. وتأمل منظمة أطباء بلا حدود أن تسهم جهودها في التخفيف من معاناة الشعب السوري ودعم القطاع الصحي في مواجهة هذه التحديات الصعبة.