وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 9 مايو - 2025

جيفري يدعو حلفاء أمريكا العرب للضغط على ترامب لإعادة الملف السوري

واشنطن – دعا السفير الأميركي السابق في سوريا، جيمس جيفري، حلفاء الولايات المتحدة العرب إلى ممارسة ضغوط مكثفة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف إعادة الملف السوري إلى صدارة أولوياته السياسية. وحذر جيفري من التداعيات الخطيرة للعقوبات الأمريكية المستمرة، وعلى رأسها "قانون قيصر"، على مستقبل الدولة السورية الناشئة واحتمالية دفعها إلى أحضان إيران.

وفي مقابلة مطولة ضمن برنامج "حوارات أميركية" مع "إندبندنت عربية"، أكد جيفري على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية، خاصةً السعودية وقطر، في إقناع ترامب بضرورة التحرك الفاعل تجاه الملف السوري. وأضاف أن ترامب "يصغي جيداً لأصدقائه العرب"، لكنه لن يولي اهتماماً كافياً بالملف السوري إلا إذا اعتبره ذا أولوية قصوى.

وشدد جيفري على ضرورة دعم الولايات المتحدة والدول العربية للحكومة السورية الجديدة، لمنعها من الانزلاق نحو النفوذ الإيراني. وأوضح أن الإبقاء على العقوبات دون تعديلات قانونية سيُعيق بشكل كبير حصول دمشق على المساعدات الدولية والانفتاح المطلوب.

انقسام داخل الإدارة الأميركية حول التعامل مع سوريا:

كشف الدبلوماسي الأميركي السابق عن وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع الرئيس السوري الجديد. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تقطع الاتصال بالحكومة السورية الجديدة، وقدمت لها مجموعة مطالب واضحة، تتضمن مكافحة تنظيم "داعش"، وتحديد مواقع الأسلحة الكيميائية، ومنع استخدام الأراضي السورية ضد إسرائيل، ودمج "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن الدولة بطريقة لا تهدد تركيا.

وأوضح جيفري أن بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية يرون أن الماضي السياسي للرئيس السوري الجديد لا يسمح بمنحه الثقة، بينما يعتقد آخرون أنه جدير بالفرصة بناءً على أدائه خلال السنوات الأخيرة، وخاصة تعامله مع الأزمة في اللاذقية.

تحذير من تداعيات استمرار العقوبات:

انتقد جيفري بشدة استمرار العقوبات الأميركية على سوريا، وخاصة "قانون قيصر"، محذراً من أن استمرار الضغط الاقتصادي قد يدفع الحكومة السورية إلى التوجه نحو إيران، معتبراً أن الهدف من العقوبات كان معاقبة النظام القديم، وليس تقويض الدولة الناشئة.

استعراض للسياسات الحاسمة لإدارة ترامب الأولى:

استعرض السفير الأميركي السابق أبرز مواقف إدارة الرئيس ترامب حيال سوريا، مشيراً إلى رسالة حاسمة وجهها ترامب في أيلول 2018 منعت هجوماً وشيكاً على إدلب. وأشار إلى مكالمة مباشرة بين وزير الخارجية الأميركي حينها، مايك بومبيو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، موضحاً أن هذه المكالمة "كانت حاسمة في ذلك الوقت".

وأكد جيفري أن إدارة ترامب دعمت إدلب بالمساعدات الإنسانية، وحافظت على وجود القوات الأميركية كعامل استقرار، معتبراً أن هذه السياسات أسهمت في سقوط نظام الأسد، رغم أن الفضل أُعطي لتركيا.

التحدي الأميركي في التعامل مع الشرع والتحذير من المقاتلين الأجانب:

حذّر جيفري من خطر وجود مقاتلين أجانب في صفوف الجيش السوري، وخاصة من أقلية الأويغور، معتبراً أن ذلك قد يدفع الصين للتدخل سياسياً وحتى باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن. ودعا جيفري إلى إخراج جميع المقاتلين غير السوريين، سواء في صفوف الجيش أو "قوات سوريا الديمقراطية" أو "وحدات حماية الشعب" أو "حزب العمال الكردستاني".

ثلاث استراتيجيات مقترحة لإنجاح المرحلة الانتقالية:

اقترح السفير الأميركي السابق ثلاث استراتيجيات وصفها بأنها أولوية لإنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا ومنع الجماعات المتطرفة من استغلال الوضع الراهن، وهي:

* توحيد الموقف الدولي: عبر تعاون الدول العربية وتركيا وأوروبا مع الأمم المتحدة.

* التنسيق الأمني:مع الحكومة السورية لتطمين تركيا وإسرائيل والأردن.

* دعم الاقتصاد السوري: بإعادة الإعمار ومنع الانهيار.

وتأتي تصريحات جيفري في وقت تشهد فيه الساحة السورية تطورات متسارعة، وسط تساؤلات حول مستقبل الدور الأميركي في المنطقة، ومدى قدرة المجتمع الدولي على التوصل إلى حلول مستدامة للأزمة السورية.