أنقرة/بغداد: دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الحكومة السورية إلى "تجاهل أخطاء الماضي والتسامح معها"، مؤكداً على أن العراق يولي أهمية قصوى لأمن واستقرار سوريا ويسعى لإنهاء معاناة الشعب السوري في أقرب وقت ممكن. جاءت تصريحات السوداني خلال مشاركته في برنامج عن العلاقات التركية العراقية نظمته وكالة "الأناضول" التركية على هامش زيارته الرسمية إلى تركيا.

وأوضح السوداني أن العراق "يحترم خيارات السوريين ولا يتدخل فيها"، مشدداً على أن "هناك تشابهاً بين ما حدث في سوريا وما حدث في العراق بعد العام 2003"، مع التأكيد على التنوع المجتمعي الذي يجمع البلدين.

وأضاف: "نتوقع من الإدارة الجديدة في سوريا أن تتجاهل أخطاء الماضي وتتسامح معها، كما تجاهلناها نحن في العراق". وشدد على "ضرورة احترام الحكومة السورية الجديدة لحقوق وحريات وقيم الجميع في البلاد، وأن تقوم سوريا على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان".

إدانة التدخلات الإسرائيلية ودعم وحدة الأراضي السورية

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء العراقي على ضرورة اتخاذ موقف حازم بشأن التدخلات الإسرائيلية في سوريا، معتبراً أن هذه التدخلات "تشكل خطراً على مستقبل سوريا وسلامة أراضيها". وجدد السوداني التأكيد على أن العراق "يدعم وحدة الأراضي السورية ويرفض التدخل الأجنبي أياً كان"، داعياً إلى "ترك الشعب السوري وشأنه، والبدء بعملية سياسية جديدة وشاملة تنعم فيها سوريا بالأمن والاستقرار".

موقف العراق الواضح من الأوضاع في سوريا

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، جدد السوداني التأكيد على أن "موقف العراق واضح من الأوضاع في سوريا، وهي جزء من الأمن القومي العراقي". وأكد تأييد العراق لتشكيل عملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب السوري، وتحافظ على حقوق الأقليات ومراقدهم الدينية، والتصدي لأعمال العنف التي تستهدفهم.

مواجهة داعش أولوية مشتركة

وفيما يتعلق بمباحثاته مع الرئيس السوري، أكد السوداني على "جدية بغداد بمواجهة تنظيم داعش، الذي يشكل خطراً حقيقياً على أمن المنطقة". وأشار إلى أن التعاون العراقي السوري في هذا المجال ضروري لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وتأتي هذه التصريحات في ظل جهود إقليمية ودولية متزايدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، مع التركيز على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري. وتعتبر دعوة السوداني للحكومة السورية بالتسامح وتجاوز أخطاء الماضي خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة الوطنية وبناء مستقبل مستقر ومزدهر لسوريا.