تقارب روسي أمريكي مفاجئ بشأن سوريا: دعم للحوار الوطني الشامل والانتقال السياسي

نيويورك – وكالات: في تطور مفاجئ قد يحمل في طياته آمالاً جديدة لحل الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن تقارب في المواقف بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا، مؤكداً على دعم الدولتين لحوار وطني شامل وانتقال سياسي في البلاد.
وقال نيبينزيا في تصريحات حصرية لوكالة "تاس" الروسية: "روسيا والولايات المتحدة لديهما نهج مماثل تجاه العملية السياسية في سوريا، والتي يجب أن يقودها وينفذها جميع السوريين دون استثناء، بدعم من الأمم المتحدة، وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254". وأضاف أن هذا النهج المشترك يركز على ضمان مشاركة جميع الأطياف السورية في تحديد مستقبل البلاد، وتجنب أي تهميش لأي مجموعة عرقية أو دينية.
وشدد نيبينزيا على أهمية تمثيل جميع الطوائف السورية، بما في ذلك الأكراد والعلويون والمسيحيون والدروز، في أي مخططات للتشكيل السياسي المستقبلي في سوريا، مؤكداً على ضرورة استبعاد أي محاولات لتهميش هذه المجموعات أو استبعادها من العملية السياسية. وهذا التأكيد يعكس قلقاً مشتركاً بشأن مستقبل التنوع العرقي والديني في سوريا، ويؤكد على أهمية ضمان حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم.
كما أكد المندوب الروسي أن موسكو وواشنطن تتفقان على ضرورة مكافحة الإرهاب والقوى المتطرفة في سوريا، مضيفاً: "نتفق في رأينا على أنه من غير المقبول تعزيز القوى المتطرفة في البلاد، وإحياء وتنشيط الخلايا الإرهابية النائمة". ويمثل هذا الاتفاق نقطة التقاء هامة في المصالح الروسية والأمريكية في سوريا، حيث يشكل الإرهاب تهديداً مشتركاً للبلدين وللمنطقة بأسرها.
وفي إشارة إلى التنسيق الروسي الأمريكي على هذا الصعيد، أشار نيبينزيا إلى دعم البلدين لجهود الحكومة السورية لتحقيق الاستقرار وتعزيز سلطات الدولة، وتشجيع حوار وطني شامل. وكشف أنه أبلغ وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بالموقف الروسي والأمريكي، خلال لقائه معه في نيويورك نهاية شهر أبريل الماضي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الوضع في سوريا جموداً سياسياً، مع استمرار التحديات الأمنية والإنسانية. ويبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان هذا التقارب المعلن بين روسيا والولايات المتحدة سيترجم إلى خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، ويساهم في دفع العملية السياسية قدماً نحو حل شامل ومستدام للأزمة السورية. ويرى مراقبون أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف السورية، برعاية دولية وإقليمية، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تضمن وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.