وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 8 مايو - 2025

الصين وتركيا تتنافسان على سوريا: الشرع يرفض بكين وينتظر أمريكا


دمشق، سوريا – حذر محللون دوليون من أن المواجهة الجوية الأخيرة في سوريا قد تتسبب في تصعيد خطير يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع، وتقوض الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار في البلاد وتقريبها من الولايات المتحدة. يأتي هذا التحذير في ظل تنافس إقليمي ودولي محموم على النفوذ في العاصمة السورية، حيث تسعى قوى مختلفة لتشكيل مستقبل البلاد.

وبحسب تقرير نشرته (FOX NEWS)، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى جاهداً لجذب سوريا إلى فلكه، بينما تحاول الصين، التي قدمت دعماً قوياً لنظام الأسد طوال السنوات الماضية، ممارسة نفوذ متزايد على الحكومة السورية الجديدة برئاسة الشرع.

وفي هذا السياق، يرفض الرئيس الشرع الانصياع لمحاولات بكين، ويؤكد على رغبته في بناء علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الدولية. صرح جوناثان باس، الذي أجرى محادثات مع الرئيس السوري الجديد في دمشق، بأن "سوريا الآن يقودها مصلح حقيقي".

من جانبه، اعتبر الدكتور شرفان إيبش من منظمة "بهار" الإنسانية أن "هذه لحظة حاسمة في انتقال سوريا نحو مستقبل أفضل".

العقبة الأميركية وفرصة ترمب

يرى المحلل الأميركي غوردون تشانغ أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب هو الشخص الوحيد القادر على لعب دور حاسم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والفصل بين إسرائيل وتركيا. وكتب تشانغ: "ترمب وحده قادر على إصلاح هذه المنطقة، وجمعنا حجراً فوق حجر".

ويضيف تشانغ أن هناك سببين رئيسيين يدفعان ترمب للتدخل في الشأن السوري: الأول هو أن الرئيس الشرع يسعى إلى فتح بلاده أمام التجارة والاستثمار، ما يمثل "فرصة تاريخية" للشركات الأميركية التي كانت مستبعدة من هذه المنطقة. تعاني سوريا من حاجة ماسة لإعادة الإعمار بعد سنوات الحرب وسوء الإدارة، وهو ما يجعل السوق السوري جذاباً للاستثمارات الأجنبية.

أما السبب الثاني، فيتعلق بالصين. وقال معاذ مصطفى، الرئيس التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ: "الصين تحاول ملء الفراغ، وكلما تأخرت الولايات المتحدة، زادت فرص احتلال الصين اقتصادياً لسوريا".

وعبر الدكتور إيبش عن قلقه من الاعتماد الكامل على الصين في إعادة الإعمار، قائلاً: "لا نريد أن نُجبر على التعامل مع الصين كخيار وحيد لإعادة بناء بلدنا المحرر".

رفض العروض الصينية.. بانتظار بديل

أكد الدكتور هيثم البزم، مدير منظمة العدالة العالمية، أن الرئيس الشرع رفض العروض المتكررة من الصين، ولكنه أشار إلى أنه "في نهاية المطاف، إذا لم يكن لديه بديل، سيمد يده لمن يريد مساعدته".

وأكد جوناثان باس، الرئيس التنفيذي لشركة "Argent LNG"، أن الصين مارست ضغوطاً على مسؤولين سوريين، لكنهم رفضوا العروض بسبب المخاوف من تأثير الوجود الصيني على المدى الطويل. ونقل عن الرئيس الشرع قوله إنه يريد "بناء مجتمع تعددي"، لا يشبه الصين بل الولايات المتحدة.

إلا أن العقوبات الأميركية، التي فُرضت في عهد الأسد، تمنع الشركات الأميركية من العمل في سوريا، وهو ما يراه تشانغ عقبة رئيسية يجب على ترمب رفعها.

لقاء محتمل بين ترمب والشرع

تشير التوقعات إلى أن ترمب سيقوم بزيارة للعاصمة السعودية الرياض في 13 أيار، وتسعى الحكومة السورية لترتيب لقاء يجمعه بالرئيس الشرع لمناقشة دخول الشركات الأميركية إلى سوريا، وإمكانية رفع العقوبات.

وقال الرئيس الشرع لباس: "أريد أن أبرم صفقة مع دونالد ترمب. إنه الرجل الوحيد الذي أثق به". وأضاف: "هو الوحيد القادر على إصلاح هذه المنطقة، وجمعنا حجراً فوق حجر".

ويرى باس أن هذه اللحظة تمثل "فرصة تاريخية لتأسيس علاقات تجارية واستثمارية بين واشنطن ودمشق، بما يحقق السلام في الشرق الأوسط بأكمله".

تحذيرات من دور الصين وإيران

حذر تشانغ من أن سيطرة الصين على سوريا، التي تحد إسرائيل، ستقوّض السلام. وقال: "بكين دعمت الهجوم الإيراني على إسرائيل في السابع من تشرين الأول بالدعم الاقتصادي والدبلوماسي والدعائي وبالأسلحة، وإذا سيطرت على دمشق، فإنها ستزعزع الاستقرار من هناك أيضاً".

ويضيف باس: "إذا ترسخت الصين في سوريا، فإن إيران ستترسخ أيضاً، وهذا يشكّل تهديداً مباشراً لإسرائيل من خلال وكيل مشترك على حدودها".

ويختتم التقرير بالإشارة إلى تساؤل طرحه ترمب في كانون الأول 2018 على منصة "X": "هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الأوسط، دون أن تكسب شيئاً، بينما تنفق أرواحاً ثمينة وتريليونات الدولارات لحماية آخرين، لا يقدّرون في أغلب الأحيان ما نقوم به؟".