وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 8 مايو - 2025

جولة ثانية من المحادثات التركية الإسرائيلية لبحث خفض التوتر في سوريا

قاسيون - ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن أنقرة وتل أبيب تستأنفان اليوم الخميس في العاصمة الأذربيجانية باكو، جولة جديدة من المحادثات تهدف إلى خفض حدة التوتر ومنع وقوع أي صدام محتمل في الأراضي السورية، وذلك في ظل تصاعد المخاوف الإقليمية من تداعيات الصراع المستمر.

وأفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأن هذه الجولة، التي تتوسط فيها أذربيجان، تسعى إلى معالجة التوترات المتصاعدة بين الطرفين، والعمل على تجنب أي مواجهات غير مقصودة في الساحة السورية المعقدة. وتأتي هذه المحادثات في ظل تزايد القلق بشأن الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، والتداعيات المحتملة على أمن إسرائيل.

ووفقًا للهيئة العبرية، فإن الوفد الإسرائيلي سيطرح خلال هذه الجولة مطلبين رئيسيين: الأول، ضمان عدم تواجد أي قوة عسكرية تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع سوريا، وهو مطلب يعكس المخاوف الإسرائيلية المتزايدة من انتشار الفصائل المسلحة المدعومة من إيران وغيرها من الجماعات التي قد تشكل خطرًا على أمنها القومي. أما المطلب الثاني، فهو التأكيد على خلو الأراضي السورية من أي أسلحة استراتيجية يمكن أن تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإسرائيلي، وهو ما يترجم قلق إسرائيل من احتمال امتلاك أطراف معادية أسلحة متطورة قد تستخدم ضدها.

يُذكر أن الجولة الأولى من هذه المحادثات الأمنية والسياسية قد عقدت في العاشر من نيسان/أبريل الماضي في مدينة باكو أيضًا. وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الاجتماع شهد مشاركة وفدين رفيعي المستوى من البلدين، وتم خلاله بحث الخلافات الإقليمية في ضوء تصاعد التوتر حول الوجود العسكري التركي في سوريا.

وأشار البيان الإسرائيلي آنذاك إلى أن الطرفين "عرضا مصالحهما الأمنية والإقليمية، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار عبر قناة تواصل مباشرة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة"، ما يعكس رغبة مشتركة في إيجاد آلية للحد من التصعيد وإدارة المخاطر المحتملة.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر مطلعة أن إسرائيل "منفتحة" على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية محدودة في سوريا، وهو ما يمثل تحولًا محتملًا في الموقف الإسرائيلي، ويشير إلى استعداد للتسوية بهدف تحقيق الاستقرار. وأشارت تلك المصادر إلى أن المحادثات بين الجانبين في أذربيجان "عقدت بحسن نية"، ما يعكس أجواء إيجابية قد تسهم في تحقيق تقدم ملموس.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن تل أبيب "متفائلة للغاية" بشأن محادثات خفض التوتر في سوريا مع تركيا، مؤكدًا أن إسرائيل "منفتحة حتى على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية محدودة داخل الأراضي السورية".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحادثات تأتي في ظل تعقيدات إقليمية متزايدة، وتدخلات قوى إقليمية ودولية متعددة في الشأن السوري، ما يجعل مهمة التوصل إلى حلول مستدامة تحديًا كبيرًا. ومع ذلك، فإن استمرار الحوار بين تركيا وإسرائيل، بوساطة أذربيجانية، يمثل خطوة إيجابية نحو إدارة التوترات وخفض المخاطر المحتملة في المنطقة.