نجاة قيادي في الأمن العام من محاولة اغتيال بدرعا وتصاعد وتيرة الاستهداف

درعا، سوريا -نجا قيادي في قوى الأمن العام السوري التابعة لوزارة الداخلية من محاولة اغتيال فاشلة في ريف محافظة درعا، في حادثة تعكس تصاعد وتيرة الهجمات التي تستهدف عناصر ومسؤولي الأجهزة الأمنية في المنطقة.
وبحسب ما أفاد به "تجمع أحرار حوران"، فقد استهدف مسلحون مجهولون القيادي في الأمن العام، أحمد جاد الله الزعبي، أمام منزله في بلدة اليادودة الواقعة في الريف الغربي لدرعا، مساء الأحد. وأطلق المسلحون، الذين كانوا يستقلون دراجة نارية، النار بشكل مباشر على الزعبي، إلا أنه نجا من محاولة الاغتيال دون أن يصاب بأذى. وتمكن المهاجمون من الفرار بعد تنفيذ العملية، ولم يتم حتى الآن تحديد دوافع محاولة الاغتيال أو هوية الجهة التي تقف وراءها.
وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الهجمات المتكررة التي تستهدف قوى الأمن العام في محافظة درعا، والتي تشهد وضعاً أمنياً متدهوراً منذ سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة في عام 2018، وذلك بموجب اتفاقات التسوية التي رعتها روسيا.
وفي حادث منفصل وقع يوم الأحد أيضاً، اغتال مسلحون مجهولون عنصراً في قوى الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية، وذلك عبر إطلاق نار مباشر عليه في ريف درعا الشرقي. وذكرت شبكة "درعا 24" الإخبارية المحلية أن الضحية، وهو الشاب أحمد عبد القادر عياش البالغ من العمر 25 عاماً، لقي حتفه على الفور بعد استهدافه من قبل مسلحين مجهولين في بلدة كحيل الواقعة في ريف درعا.
وتشير هذه الحوادث إلى استمرار حالة الانفلات الأمني في محافظة درعا، وتزايد نشاط الجماعات المسلحة المجهولة التي تستهدف بشكل خاص عناصر ومسؤولي الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية.
وفي منتصف الشهر الفائت، هاجم مسلحون مجهولون دورية تابعة للأمن العام في ريف درعا الشرقي، ما أدى إلى اندلاع اشتباك مسلح بين الطرفين أسفر عن مقتل أحد المهاجمين. وقبل ذلك، قُتل عنصران من قوى الأمن العام إثر استهدافهما بالرصاص المباشر في بلدة المزيريب الواقعة في الريف الغربي لدرعا، في هجوم نفذه مسلحون مجهولون. كما سبق ذلك محاولة اغتيال فاشلة استهدفت مسؤول قوات الأمن العام في ريف درعا الشرقي، التابع لوزارة الداخلية السورية، مساء الاثنين، بواسطة عبوة ناسفة.
وتعكس هذه العمليات المتتالية تحدياً كبيراً تواجهه الحكومة السورية في بسط سيطرتها الكاملة على محافظة درعا، والقضاء على مظاهر الانفلات الأمني وانتشار السلاح، بالإضافة إلى تفكيك الشبكات المسلحة التي تنشط في المنطقة.
وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة لدى الأهالي في درعا من استمرار تدهور الوضع الأمني وتصاعد وتيرة العنف، في ظل غياب حلول جذرية للأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع المتردية، والتي تتضمن انتشار السلاح وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استمرار حالة الاحتقان والغضب الشعبي جراء ممارسات الأجهزة الأمنية.
وتتابع وكالة قاسيون عن كثب التطورات في محافظة درعا، وستواصل تغطية الأحداث وتقديم تحليلات معمقة حول الوضع الأمني والاجتماعي في المنطقة.