وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 4 مايو - 2025

التحالف الدولي يواصل تقليص وجوده العسكري في شرق سوريا


تستمر قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في عملية إخلاء وإعادة تموضع واسعة النطاق لمعداتها العسكرية واللوجستية من مناطق شرقي سوريا، في خطوة تعكس استراتيجية تهدف إلى تقليص الوجود العسكري في بعض النقاط الاستراتيجية وإعادة توزيع القوات في مواقع رئيسية أقل عددًا.


وأفادت شبكات إخبارية محلية بأن قوات التحالف قامت، يوم أمس السبت، بنقل أرتال ضخمة من الشاحنات المحملة بالمعدات العسكرية واللوجستية من قاعدة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي، متجهة نحو الأراضي العراقية. وتأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من عمليات الانسحاب وإعادة الانتشار التي تشهدها المنطقة منذ عدة أسابيع.


بالتزامن مع عمليات النقل البري، نفذ الطيران الحربي الأمريكي غارات جوية مكثفة استهدفت بنى تحتية في محيط قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد أيام قليلة من إخلاء أجزاء واسعة من القاعدة. وشملت عمليات الإخلاء، التي تمت أول أمس، انسحاب أكثر من 200 آلية عسكرية تابعة للتحالف الدولي من قاعدتي "كونيكو" و"العمر" في ريف دير الزور الشرقي باتجاه محافظة الحسكة، مما يشير إلى تحول محتمل في طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.


يأتي هذا الانسحاب التدريجي في أعقاب إعلان البنتاغون في نيسان الماضي عن بدء إعادة انتشار القوات الأمريكية في سوريا، والذي أدى إلى إغلاق ثلاث قواعد عسكرية والبدء في خفض عدد الجنود تدريجياً إلى أقل من ألف جندي. ويهدف هذا الخفض إلى تقريب عدد الجنود المنتشرين في سوريا إلى الحجم الذي كان موجوداً قبل أن يرفعه الرئيس السابق جو بايدن إلى 2500 جندي.


وفي بيان رسمي، أكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، أن "اعترافاً بالنجاح الذي حققته الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، بما في ذلك هزيمته الإقليمية عام 2019 خلال ولاية الرئيس ترمب، وجّه وزير الدفاع اليوم بتعزيز القوات الأميركية في سوريا تحت قيادة قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، في مواقع مختارة داخل سوريا". وأوضح بارنيل أن هذا التعزيز سيتركز في مواقع رئيسية تتيح للقوات الأمريكية مواصلة دعم شركائها في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.


وشملت عملية الانسحاب مواقع استراتيجية مهمة مثل “القرية الخضراء” (حقل كونيكو)، و”الفرات” (حقل العمر)، بالإضافة إلى منشأة ثالثة أصغر لم يُذكر تفاصيلها.


وفي سياق متصل، كشف مصدر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن القوات الأمريكية ستنتقل إلى التمركز في قواعد رئيسية لا يتجاوز عددها خمس قواعد في مناطق شمال شرقي سوريا، على أن تقع ثلاث منها على الأقل في محافظة الحسكة. ويشير هذا التوجه إلى تركيز الجهود العسكرية في مناطق محددة ذات أهمية استراتيجية، مع تقليص الوجود في المواقع الأقل أهمية.


وفقاً لدراسة صادرة عن مركز جسور للدراسات ونُشرت في تموز 2024، تتمركز القوات الأمريكية حالياً في سوريا ضمن 17 قاعدة و15 نقطة عسكرية، منها 17 موقعاً في محافظة الحسكة، و9 في محافظة دير الزور، و3 في محافظة الرقة. ومن المتوقع أن يؤدي الانسحاب وإعادة التموضع الحالي إلى تغيير هذا التوزيع الجغرافي للقوات الأمريكية في المنطقة.


وتثير هذه التحركات تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وتأثيرها المحتمل على التوازنات الإقليمية وجهود مكافحة الإرهاب، وسط ترقب من الأطراف المعنية لما ستؤول إليه الأمور في الأسابيع والأشهر القادمة.