وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 4 مايو - 2025

السويداء تتلقى تعزيزات وقود وسط تأكيدات على الوحدة الوطنية

السويداء، سوريا – في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغوط المعيشية وتلبية احتياجات المواطنين الأساسية، أدخلت محافظة السويداء يوم أمس السبت قافلة مكونة من ستة عشر صهريجاً محملة بمادتي المازوت والبنزين. هذه المبادرة، التي تمت بتوجيه مباشر من محافظ السويداء مصطفى البكور، تأتي في ظل تحديات اقتصادية متزايدة وصعوبات لوجستية تواجهها المحافظة.


أكدت مصادر رسمية في المحافظة أن القافلة تضمنت سبعة صهاريج محملة بمادة المازوت، إضافة إلى تسعة صهاريج أخرى محملة بمادة البنزين. وشددت المحافظة، عبر قنواتها الرسمية، على أن عملية إدخال هذه الكميات من الوقود قد واجهت عقبات جمة على طول الطريق، إلا أن إصرار الجهات المعنية على ضمان استمرارية الخدمات الأساسية وتأمين متطلبات الأهالي كان الدافع الرئيسي لتجاوز هذه الصعوبات.


يأتي هذا الإجراء في سياق بالغ الأهمية، حيث تشهد محافظة السويداء، على غرار بقية المناطق السورية، تدهوراً في الأوضاع المعيشية وارتفاعاً في أسعار المحروقات، مما يلقي بظلاله على مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين. وتأمل السلطات المحلية أن تساهم هذه الكميات من الوقود في تخفيف حدة الأزمة وتلبية الاحتياجات الملحة للمواطنين في قطاعات النقل والتدفئة والصناعة.


بيان مرجعيات السويداء يؤكد على الثوابت الوطنية


في سياق متصل، أصدرت مرجعيات ووجهاء محافظة السويداء بياناً موحداً، أكدوا فيه تمسكهم المطلق بالثوابت الوطنية والهوية السورية الجامعة. وشدد البيان على أهمية تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في المحافظة، مع التأكيد على ضرورة أن يكون ذلك من أبناء السويداء أنفسهم، لما يملكونه من معرفة بأحوال المنطقة وخصوصياتها.


وطالب البيان بتأمين طريق السويداء– دمشق، معتبراً ذلك من صميم مسؤوليات الدولة، وذلك لضمان حرية التنقل وتسهيل حركة البضائع والخدمات. كما شدد الموقعون على البيان على ضرورة بسط الأمن والأمان على كامل الأراضي السورية، بما يضمن سلامة المواطنين واستقرارهم، ويضع حداً لحالة الفوضى والانفلات الأمني التي تعاني منها بعض المناطق.


وجدد البيان التأكيد على الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ عن الوطن، مؤكدين أن السويداء كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من سوريا الموحدة، وأن الانتماء للوطن هو شرف وكرامة لا يمكن التنازل عنهما. وأكد البيان على أن محافظة السويداء، بتاريخها العريق وتراثها الغني، لطالما كانت ولا تزال صمام أمان للوحدة الوطنية ورمزاً للتسامح والتعايش السلمي.


وجرى التوافق على هذه البنود الهامة بعد اجتماع موسع ضم مشايخ العقل الثلاثة، وهم الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، والشيخ حكمت الهجري، إلى جانب عدد كبير من الوجهاء الاجتماعيين والممثلين عن أبرز الفصائل العسكرية في السويداء. ويعكس هذا الاجتماع حرص جميع الأطراف المعنية على توحيد الصفوف وتنسيق الجهود من أجل مصلحة المحافظة وأهلها.


تأتي هذه التطورات في السويداء في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، وتؤكد على أهمية تضافر الجهود المحلية والوطنية من أجل تجاوز التحديات الراهنة والحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها. ويبقى الأمل معقوداً على أن تساهم هذه المبادرات في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة.