وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 30 أبريل - 2025

جنبلاط يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أشرفية صحنايا وسط تضارب الأنباء واستمرار الاشتباكات

 أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي، اليوم، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، وذلك بعد جهود دبلوماسية مكثفة قادها رئيس الحزب، وليد جنبلاط، شملت اتصالات مع الإدارة السورية وتركيا والسعودية وقطر والأردن.


وأكد الحزب في بيان رسمي أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بالفعل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت تتويجاً لجهود دبلوماسية حثيثة، وتنسيق مباشر مع الأطراف المعنية، بهدف تطويق التصعيد المتسارع الذي شهدته المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. وأوضح البيان أن جنبلاط دعا إلى معالجة الأوضاع وفق منطق الدولة ووحدة سوريا، محذراً من أن استمرار الاقتتال لا يخدم إلا مصالح الاحتلال الإسرائيلي، ومشدداً على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي المتماسك في المنطقة. وأشار البيان إلى أن وفداً من المشايخ والفعاليات المجتمعية يعمل حالياً على صياغة اتفاق نهائي يضمن عدم عودة التوترات المسلحة مستقبلاً.


تضارب الأنباء حول وقف إطلاق النار:


على الرغم من إعلان الحزب التقدمي الاشتراكي، تتضارب الأنباء حول مدى الالتزام بوقف إطلاق النار. ففي حين أكد الحزب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، نقل تلفزيون سوريا عن مصادر محلية قولها إن الاشتباكات لم تتوقف حتى اللحظة، مما يلقي بظلال من الشك على فاعلية الاتفاق المعلن. كما أشارت المصادر إلى أن قوات الأمن العام لم تدخل إلى المدينة بعد، على الرغم من إعلانها عن بدء دخولها وتمشيطها المنطقة بحثاً عن "المجموعات الخارجة عن القانون".


الأمن العام يعلن عن تعزيزات وتمشيط:


وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن إرسال إدارة الأمن العام تعزيزات إلى محيط أشرفية صحنايا لضبط الأمن واعتقال "المجموعات الخارجة عن القانون". ونقلت سانا عن مصدر أمني في دمشق قوله: "قواتنا بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا، بهدف إلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون التي اتخذت هذه المنطقة منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد الأهالي وقوات الأمن."


خسائر بشرية وتداعيات إنسانية:


تأتي هذه التطورات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة في أشرفية صحنايا، حيث تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة اندلعت إثر هجوم شنه مسلحون، مما أثار مخاوف المدنيين وأجبر بعض العائلات على النزوح. وتعاني المنطقة أيضاً من انقطاع الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان.


وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن مقتل 11 شخصاً من المدنيين وقوات الأمن جراء هجمات مسلحة شنتها "مجموعات خارجة عن القانون" في منطقة أشرفية صحنايا.


تحركات إقليمية ودولية:


إلى جانب جهود جنبلاط، أعلن شيخ عقل الدروز في لبنان، سامي أبو المنى، في بيان، إجراءه اتصالات رفيعة المستوى مع القيادة السياسية المحلية والخارجية "لتطويق الأحداث الدامية" في سوريا.


ويشير هذا التدخل الإقليمي والدولي إلى خطورة الوضع في أشرفية صحنايا، والخشية من تداعياته المحتملة على الاستقرار الإقليمي. ويظل مصير اتفاق وقف إطلاق النار المعلن معلقاً في ظل استمرار الاشتباكات وتضارب الأنباء، مما يستدعي مراقبة دقيقة للتطورات القادمة وجهوداً مكثفة لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.