وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 30 أبريل - 2025

سوريا ترفض التطبيع مع إسرائيل وتشدد على سيادتها في محادثات مع أمريكا

الشيباني ينفي تلقي دمشق أي طلب أمريكي للانضمام إلى "الاتفاقيات الإبراهيمية" ويؤكد على ترتيب الوجود العسكري الأمريكي في سوريا**


نفى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بشكل قاطع أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد تقدمت بطلب رسمي أو غير رسمي من دمشق للانضمام إلى ما يُعرف بـ "الاتفاقيات الإبراهيمية"، أو الدخول في أي مسار من مسارات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. وأكد الشيباني أن الرسالة التي وجهتها الحكومة السورية إلى الإدارة الأمريكية لم تتضمن بأي شكل من الأشكال إشارة أو تلميحاً لهذا الملف الحساس.


جاء ذلك في مقابلة موسعة أجراها الشيباني مع قناة "العربية"، حيث شدد على الرفض القاطع للممارسات الإسرائيلية المتواصلة في الأراضي السورية، والتي تشمل الضربات الجوية المتكررة والعمليات الأمنية المختلفة. وأكد الوزير أن سوريا لن تشكل بأي حال من الأحوال تهديداً لأي دولة، بما في ذلك إسرائيل، وهو ما يعكس التزام دمشق بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.


وفي سياق متصل، أوضح الشيباني طبيعة الحوار الجاري مع الجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن معظم المطالب التي تتقدم بها واشنطن تتقاطع بشكل أو بآخر مع المبادئ التي تتبناها الحكومة السورية، مما يفتح الباب أمام إمكانية تحقيق تفاهمات مشتركة. وأضاف أن الاجتماعات الثنائية التي عُقدت بين الجانبين ركزت بشكل أساسي على المصالح المشتركة، مع التشديد على أهمية تجنب تسييس ملف العقوبات المفروضة على سوريا.


كما أكد الشيباني انفتاح دمشق على إقامة علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى أن المحادثات تُجرى بشكل مباشر وعلى أعلى المستويات بين الطرفين، وهو ما يعكس جدية الطرفين في السعي نحو إيجاد حلول للقضايا العالقة. وفي إشارة ذات دلالة، أكد الشيباني أن تنظيم الوجود العسكري الأمريكي في الأراضي السورية يتطلب ترتيباً مسبقاً مع الحكومة السورية، وهو ما يشير إلى ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.


على صعيد التحركات الدبلوماسية والسياسية، أكد الشيباني أن سوريا تتواصل بشكل مستمر مع الشركاء الأوروبيين بهدف منع تجديد العقوبات المفروضة عليها، محذراً من أن استمرار هذه العقوبات سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل عام. وشدد في السياق ذاته على الأهمية القصوى للتعاون الوثيق مع روسيا، بما يخدم المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية المشتركة بين البلدين، مؤكداً رغبة دمشق في بناء علاقة متوازنة وقائمة على الاحترام المتبادل مع موسكو.


كما دعا الشيباني إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين في إطار الجهود المبذولة لإعادة إعمار سوريا، مؤكداً أن بلاده منفتحة على التعاون مع جميع الدول، بما في ذلك الأمم المتحدة، للمساهمة في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.


أما على الصعيد الداخلي، فقد عبر الشيباني عن تطلعات الشعب السوري إلى برلمان وطني يمثل جميع فئات المجتمع، واعداً بأن يكون البرلمان المقبل متنوعاً ويعكس التعددية السورية. وأكد أن العدالة الانتقالية يجب أن تُرسّخ السلم الأهلي وتبتعد عن منطق الانتقام، مشدداً على أن الشعب السوري يضع ثقته في حكومته لضمان تحقيق العدالة بشكل منصف وشامل. وختم الشيباني بالتأكيد على أن التنوع في سوريا لا يُعدّ مشكلة، بل يشكل مصدر إلهام وثراء للهوية الوطنية.