التحالف الدولي يعيد تمركز قواته في سوريا ويواصل ضرباته ضد داعش لدعم الاستقرار

أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة، عن إعادة تموضع قواته في سوريا ضمن خطة مدروسة تهدف إلى إضعاف قدرات التنظيم الإرهابي وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأوضح التحالف، في بيان نشره الثلاثاء 27 مايو 2025 عبر منصة "إكس"، أن هذه الخطوة تستند إلى تطورات الظروف الميدانية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، مع التأكيد على استمرار الضغط على فلول "داعش" بالتعاون مع الشركاء المحليين، وخاصة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة نفذت خلال العام الماضي عشرات الضربات الجوية ضد أهداف تابعة لـ"داعش"، مؤكداً جاهزية التحالف لمواصلة العمليات عند الحاجة. كما أكد التحالف التزامه بتقليص أعداد المقيمين في مخيمات ومراكز احتجاز مرتبطة بالتنظيم، مثل مخيم الهول، لدعم الاستقرار طويل الأمد في شمال شرقي سوريا.
وكشف مصدر مقرب من "قسد" لموقع "تلفزيون سوريا" أن القوات الأمريكية ستتركز في خمس قواعد رئيسية، ثلاث منها في محافظة الحسكة، فيما يعتمد بقاؤها في دير الزور على التفاهمات مع الحكومة السورية. ووفقاً لدراسة صادرة عن مركز جسور للدراسات في يوليو 2024، يتمركز الجيش الأمريكي حالياً في 17 قاعدة و15 نقطة عسكرية، موزعة بين الحسكة (17 موقعاً)، دير الزور (9 مواقع)، والرقة (3 مواقع).
وفي أبريل 2025، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الجيش الأمريكي أغلق ثلاث قواعد صغيرة، بما في ذلك "القرية الخضراء" (حقل كونيكو) و"الفرات" (حقل العمر)، في إطار تقليص الوجود العسكري إلى أقل من ألف جندي. وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن هذا التعديل يعكس "النجاحات" المحققة ضد "داعش"، بما في ذلك هزيمته الإقليمية في 2019، مع التأكيد على استمرار الدعم لقوات العزم الصلب.
ويثير إعادة التموضع مخاوف من محاولات "داعش" استغلال الفراغ الأمني، خاصة مع تسجيل 153 هجوماً للتنظيم في سوريا والعراق خلال النصف الأول من 2024. ورغم انخفاض نشاط التنظيم في مناطق سيطرة "قسد" والحكومة السورية، يبقى التحدي قائماً لمنع انتعاشه في ظل التحولات السياسية الجارية.