انتشار قوات الأمن العام في الصورة الكبرى بالسويداء عقب اشتباكات عنيفة

السويداء، سوريا – انتشرت قوات إدارة الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس، في بلدة الصورة الكبرى الواقعة بريف محافظة السويداء، وذلك في أعقاب اشتباكات عنيفة شهدتها البلدة مساء أمس الثلاثاء. يأتي هذا الانتشار في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، وتضارب الروايات حول أسباب الاشتباكات وهوية الأطراف المتورطة فيها.
وقامت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" ببث صور قالت إنها لانتشار قوات الأمن العام في البلدة، مشيرة إلى أن الهدف من هذا الانتشار هو "تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين عودة الأهالي إلى منازلهم". وتسعى الحكومة، بحسب الوكالة، إلى بسط سيطرتها على المنطقة وضمان عدم تدهور الأوضاع الأمنية فيها.
وبحسب مصادر محلية، اندلعت الاشتباكات العنيفة مساء أمس بالقرب من أوتستراد دمشق – السويداء، بين قوات الأمن العام ومجموعات محلية من جهة، وما وصفت بـ"مجموعات خارجة عن القانون" من جهة أخرى، والتي قيل إنها حاولت تحريك أرتال عسكرية باتجاه ريف دمشق. ولم يتضح بعد الدافع وراء هذه التحركات العسكرية المزعومة، إلا أنها أثارت مخاوف من تصعيد محتمل في المنطقة.
وبعد ساعات من الاشتباكات، أعلن ناشطون محليون عن حالة من الهدوء النسبي في محافظة السويداء، وذلك بعد تدخل قوات الأمن. ويأمل السكان المحليون أن يكون هذا الهدوء مؤقتا وأن يتم التوصل إلى حلول جذرية للأسباب التي أدت إلى هذه الاشتباكات.
وفي تصريح له، أكد محافظ السويداء مصطفى البكور توجيه قوة عسكرية إلى الصورة الكبرى للتصدي للمهاجمين ومنع دخول أي جهة إلى محافظة السويداء دون تنسيق. وأضاف أنه تم التنسيق مع مختلف الجهات المعنية لإيجاد حلول للأزمة ووقف نزيف الدماء. ويعكس هذا التصريح حرص السلطات المحلية على احتواء الوضع ومنع تفاقم الأزمة.
من جهة أخرى، أفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين فصائل من السويداء ومجموعات مسلحة تركزت في محيط قرية كناكر غربي السويداء. بالتزامن مع اشتباكات مماثلة جرت في بلدات عِرى ورساس والصورة الكبرى. وتشير هذه التقارير إلى أن الاشتباكات لم تقتصر على منطقة الصورة الكبرى، بل امتدت إلى مناطق أخرى في المحافظة.
وفي تطور آخر، ومع بدء الاشتباكات في بلدة الصورة الكبرى، تداول ناشطون صوراً ومقاطع مصورة تظهر تعرض ما عُرف بـ"ضريح" عصام زهر الدين في البلدة للحرق من قبل مجهولين. وعصام زهر الدين هو ضابط سابق في "الحرس الجمهوري" التابع لقوات النظام، وتتهمه أطراف عديدة بالضلوع في ارتكاب جرائم حرب ضد السوريين.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي دخول مسلحين إلى "الضريح" وتحطيم تمثال لـ"زهر الدين" وإحراق أجزاء من المتحف الذي كان يحتوي على مقتنيات منسوبة إليه. وقد أثار هذا الحادث ردود فعل متباينة، حيث أعرب بعض الناشطين السوريين عن استنكارهم لوجود متحف لمن وصفوه بـ "السفاح" ومجرم الحرب عصام زهر الدين، بينما رأى آخرون أن حرق الضريح هو عمل مدان بغض النظر عن هوية صاحبه.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه محافظة السويداء توترات متزايدة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانتشار السلاح والفلتان الأمني، إضافة إلى الخلافات بين مختلف المجموعات المحلية. وتثير هذه الأحداث تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة، وتدعو إلى ضرورة إيجاد حلول شاملة للأسباب الجذرية للأزمة.