التحالف يسعى لوقف التمدد الإيراني في سوريا

(قاسيون) - إن الجهود الجديدة التي تبذلها الميليشيات المدعومة من إيران للسيطرة على خطوط الإمداد في جنوب سوريا، تسلط الضوء على اتجاه مثير للانزعاج في المنطقة التي مزقتها الحروب «فالميليشيات وداعموها الأجانب يسرعون منافسيهم من أجل السلطة، في الوقت الذي يقوض فيه التحالف بقيادة الولايات المتحدة أراضي الدولة الإسلامية».
وقال «مايكل نايتس» المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الجميع يناور بسرعة فائقة بالمنطقة.
وقد ظهرت المشكلة في الأسابيع الأخيرة، عندما قامت الميليشيات المدعومة من إيران بمناورة بالقرب من موقع أمريكي في جنوب سوريا، وتضم قاعدة التنف مئات من مستشاري التحالف والقوات المحلية التي يدعمونها.
وقامت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بضرب الميليشيات للمرة الثالثة لتحذيرها من القوات الامريكية الأسبوع الماضي.
كما أسقطت طائرة حربية أمريكية، طائرة إيرانية بدون طيار، تعمل بنفس المنطقة بعد ان أطلقت النار على المستشارين الامريكيين وقواتهم الشريكة.
وأفاد محللون أن الأولوية للقوات الإيرانية ليست لتهديد القوات الأمريكية، وإنما الميليشيات تدافع عن خطوط إمداد إيران إلى بيروت التي تمر من بغداد ودمشق.
ويقول «علي الخضيري» مساعد خاص سابق لخمسة سفراء أمريكيين في العراق: تنظيم الدولة متهيئ للهزيمة والولايات المتحدة وحلفائها يجب أن يتعاملوا مع جرأة وصلابة وقوة إيران التي ازدادت عما قبل.
ويرى البنتاغون أن الميليشيات المدعومة من إيران هي الهاء المحتمل عن الحرب ضد تنظيم الدولة.
وقال العقيد «ريان ديلون» المتحدث باسم البنتاغون إن التحالف يدعو جميع الأطراف في جنوب سوريا إلى تركيز جهودها على هزيمة التنظيم، وهو عدونا المشترك وأكبر تهديد للمنطقة وبقية العالم».
فمجموعة الميليشيات والقوى الأجنبية في المنطقة، لها أهداف مختلفة يتصدَّرها التنظيم، من معاقله في العراق وسوريا مما يترك فراغ السلطة.
وبالنسبة لدول مثل إيران وروسيا، فإن هزيمة التنظيم لم تكن أبدا الهدف الرئيسي لهما، وكلا البلدين مؤيدين رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقد دعمت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، فصائل معارضة الأسد، لكنها لا تثق بالفصائل الكرية السورية، الذين تدعمهم الولايات المتحدة، ومن بين المقاتلين الأكثر فعالية ضد تنظيم الدولة.
وقال نايتس: «داعش هو مجرد فكرة متأخرة، إنها عثرة سريعة».
وهناك تطورات أخرى تشير إلى أن القوى المتنافسة تضع نفسها على هزيمة التنظيم في العراق، تحركت ميليشيات شيعية قوية، بعضها بدعم من إيران، بالقرب من الحدود السورية، مما أثار مخاوف بشأن أهدافها.
وساعدت ميليشيا الحشد الشعبي، الجيش العراقي على قطع خطوط تنظيم الدولة العسكرية خلال هجوم في الموصل، مع هزيمة الأخير تقريبا في تلك المدينة الرئيسية، يخشى بعض المحللين أن الميليشيات الشيعية تريد الآن نشر نفوذها من خلال محاولة السيطرة على الحدود العراقية مع سوريا.
وأضاف «اسماعيل السوداني» العميد العراقي المتقاعد الذي شغل منصب الملحق العسكري في واشنطن، «لا أريد أن يكون الحشد الشعبي جزءا من أي لعبة سياسية إقليمية، لكنه يبدو كما لو كان».
وقد اشتدت المناورات في المنطقة، حيث أن قبضة تنظيم الدولة على الأراضي قد تضاءلت منذ أن دخل سوريا والعراق قبل ثلاث سنوات.
وتقترب قوات الأمن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة من طرد تنظيم الدولة من الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق.
وشنّت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أمريكياً، هجوماً واسعاً على مواقع التنظيم في مدينة الرقة، وقد دمرت قرابة ثلاث سنوات من القصف قيادة التنظيم.
«لوكمان فيلي» سفير عراقي سابق لدى الولايات المتحدة قال: «كان الجميع يعرفون أن داعش سيهزم، إننا نرى الآن العديد من القوى في المنطقة تحاول تعزيز موقفها عندما تنتهي داعش».
ترجمة: قاسيون
المصدر: أمريكا اليوم USA Today