وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 29 أبريل - 2024

العشائرية في الحالة السورية*

العشائرية في الحالة السورية*

قاسيون ـ محمد أبو قيصر 

في منتصف العام 2012 .. طلبت جهات خارجية ، من أحد رجالات العشائر "الحوارنة " الذين انتموا للثورة ، بتأسيس مجلس عشائر يكون بمثابة موجه لجميع الأنشطة الثورية في الداخل بما فيها العسكرية .
وقد انتهت هذه الفكرة إلى اللاشيء ، لأنها لاقت معارضة شديدة من فئة كبيرة من مثقفي حوران الذين رأوا فيها خطوة ارتدادية نحو حالة لا تتناسب والقيم التي قامت الثورة لأجلها ...
ومنذ ذلك الوقت لم يقم أحد بأي مبادرة من هذا النوع ، كون الأمور استوفت حقها من النقاش في حينها ، وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن الحالة العشائرية في حوران جميلة وحضارية بما هي عليه . ولا ضرورة لزجها في صراعات الثورة اليومية أو نقاشات المعارضة السياسية حتى لا تفقد قيمتها ..وجرى الاتفاق على أن تكون الحالة العشائرية فكرة مؤجلة إلى حين الحاجة إليها .. حيث يمكن أن يكون لها دور إجتماعي بارز بعد سقوط النظام ...
ما يحدث بين الفترة والأخرى من محاولات البعض لإعادة إحياء الفكرة العشائرية ، مرده برأيي إلى حالة الضياع التي تشهدها الأرض السورية وهذا الاختلاط بين القوى والاحتلالات التي تتحكم بكل شي تقريبا ، حيث أنه هناك دائما خشية من فقدان السيطرة على الأبناء في المستقبل ..
وهو أمر بدأت تظهر بوادره كثيرا حيث أن الشعب السوري قبل العام 2011 ، ليس هو نفسه بعد هذا التاريخ ... لكن بدون شك ، أن الحل ليس بوجود تكتلات عشائرية وإن كان هناك من يرى غير ذلك ، فهو من باب المتاح على أقل تقدير ..
ولا بد من لفت الانتباه إلى أن هناك جهات خارجية يعنيها تفتت المجتمع السوري . وهي تعمل على هذا الأمر من أجل إدامة الصراع والتوسع مستقبلا في حروب أهلية وداخلية تؤدي إلى نهاية سورية بالكامل ..
لكن ما ثبت حتى الآن أن هناك حالة من الوعي لدى كل مكونات المجتمع السوري ولكل ما يحاك له من مخططات ... ولعلنا قرأنا تلك المواقف المشرفة لبعض العائلات التي استنكرت التكتلات العشائرية ورفضتها وتبرأت منها ... وهو موقف يعطينا صورة عن سوريا المستقبل التي ستكون بلا شك أكثر إشراقا ووعيا
مما يتوقعون ويخططون ..
نود أن نؤكد في النهاية ، أن الحالة العشائرية ، ليست نمطا سلبيا في إدارة المجتمع وداخل السلطة ، ولكن قد تكون كذلك عندما تسعى لأن تكون في قمة هرم السلطة .. لأنه يخشى أن تفقد الكثير من هيبتها ، نظرا لما تتمتع به السياسية من مرونة وتلاعب ، لا تتناسب والقيم الأصيلة التي تمتلكها هذه الحالة . 
ولا بد من التذكير أيضا ، أن نظام الأسد ، الأب والإبن ، حاولا اللعب كثيرا على الحالة العشائرية في إدارة صراعاته داخل المجتمع السوري ، وبالذات في المنطقة الشرقية من سوريا ، في العام 2004 ، وهو اليوم يدفع ثمن هذا اللعب ، لأنه بالأساس ، كان يفكر بخبث ، فانقلب السحر على الساحر ..