نزوح جماعي لطلاب السويداء من الجامعات السورية إثر اعتداءات طائفية

السويداء، سوريا – أفادت مصادر محلية بأن آلاف الطلاب السوريين من أبناء الطائفة الدرزية قد غادروا جامعات دمشق وحلب وحمص عائدين إلى محافظة السويداء في الأيام الأخيرة، وذلك على خلفية سلسلة من الاعتداءات والمضايقات التي تعرضوا لها داخل الحرم الجامعي.
وتأتي هذه الموجة من النزوح الجماعي في أعقاب انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، نُسب في البداية إلى أحد رجال الدين الدروز، قبل أن تنفي السلطات صحة التسجيل وتؤكد أنه مفبرك.
ورغم النفي الرسمي، أطلق طلاب في بعض الجامعات دعوات علنية لاستهداف زملائهم من الطائفة الدرزية، مما أدى إلى تصاعد التوتر وانتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي هدد باندلاع موجة عنف داخل الجامعات.
وأكد الصحفي نورس عزيز في تصريح لموقع تلفزيون سوريا أن "عمليات الإجلاء بدأت عقب اعتداء في جامعة حمص على الطلاب إثر انتشار التسجيل الصوتي المحرض.. وما تبعه من دعوات للاعتداء على الطلاب من أبناء الطائفة الدرزية". وأشار عزيز إلى أن عمليات إجلاء الطلاب من جامعات حمص وحلب ودمشق إلى السويداء ما زالت مستمرة.
وشهدت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا هجمات شنتها مجموعات مسلحة عقب انتشار التسجيل الصوتي، تطورت لاحقا إلى اشتباكات عسكرية وصلت إلى مدينة السويداء، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق بين وجهاء المحافظة والسلطات السورية لوقف العنف.
وتشير التقارير إلى أن طلاباً من السويداء في جامعة حمص تعرضوا الأسبوع الماضي لاعتداء عنيف أسفر عن إصابات بالغة، نُقل على إثرها أحدهم إلى المستشفى في حالة خطرة، وفقاً لما ذكره الصحفي عزيز.
ورغم وجود حركة تضامن واسعة من الطلاب من مختلف المحافظات مع زملائهم من السويداء، إلا أن ذلك لم يوقف انتشار خطاب الكراهية والتحريض. انتقد عزيز عدم اتخاذ السلطات السورية أي إجراءات فعالة لحماية الطلاب أو محاسبة المعتدين ووضع حد لحملات التحريض، معتبراً أن هذا "ما دفع الأهالي إلى إجلاء أبنائهم إلى السويداء بشكل جماعي، خوفاً على حياتهم".
وذكر موقع "السويداء 24" المحلي أن "نحو 300 طالب من طلاب محافظة السويداء في جامعات محافظة حلب، من بينهم طالب مصاب، وصلوا ضمن عملية إجلاء جماعي جديدة، بعد عودة الاستقرار النسبي لطريق دمشق السويداء".
وتثير هذه الأحداث مخاوف جدية بشأن مستقبل التعايش السلمي في سوريا وتأثير خطاب الكراهية على النسيج الاجتماعي. وتطالب فعاليات مدنية وحقوقية السلطات السورية بتحمل مسؤولياتها في حماية الطلاب ومحاسبة المسؤولين عن التحريض والعنف.