لم ينجح برشلونة الإسباني في تحقيق الريمونتادا التي كانت تبدو مستحيلة ضد فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، واكتفى بخروج مشرف من المسابقة، في دور الستة عشر، بعدما تعادل في الإياب بهدف لمثله، مساء الأربعاء، في ملعب بارك دي برانس.
ما فعله برشلونة في لقاء اليوم هو نتيجة للعمل الذي يقوم به الهولندي رونالد كومان المدير الفني للفريق في الآونة الأخيرة، وسينعكس مردوده الإيجابي على الفريق في الفترة المقبلة، البارسا الآن بدأ يعمل بالفعل من أجل المستقبل ولديه مؤشرات جيدة مع الرئيس خوان لابورتا.
البارسا الذي خسر في ميدانه برباعية لهدف، ظهر بصورة مغايرة تماماً، ولولا رعونة مهاجميه وبالتحديد عثمان ديمبيلي، لتمكن من تنفيذ المطلوب في أول نصف ساعة فقط من اللقاء.
البارسا فرض سيطرته على اللقاء بالطول والعرض وحاصر باريس في مناطقه في أغلب فترات اللقاء، وأهدر عدة فرص على المرمى كانت كفيلة بجعل النتيجة تاريخية
فريق الهولندي رونالد كومان فعل كل ما يمكن فعله في الميدان واستطاع إيجاد الثغرات في دفاع باريس وخلق العديد من الفرص، لكن القدر لم يكن يرغب في تحقيق ريمونتادا جديدة بعد ريمونتادا 2017، مباراة بطولية بمعنى الكلمة أظهر فيها برشلونة وجهه الحقيقي وخاضها بتركيز كبير والدليل على ذلك نسبة دقة التمريرات التي بلغت 90 %.
هكذا يكون خط الوسط
قدم خط وسط برشلونة مباراة رجولية من الطراز الرفيع وبالتحديد الشاب بيدري وزميله الهولندي فرينكي دي يونج، حتى العجوز سيرجيو بوسكيتس استعاد أيامه الخوالي وظهر بحلة مميزة وقاتل بشراسة وكأنه في سن العشرين، وكان دائماً في الموعد في الالتحامات مع نجم وسط باريس ماركو فيراتي.
أظهر بيدري ودي يونج شخصية قوية في الميدان ولم يظهر أي منهما أي تهاون أو رهبة في مواقف تسليم الكرة وتسلمها، حتى افتكاك الكرة من لاعبي وسط باريس، واتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب بتركيز وبدون تسرع، وهو الأمر الذي كان يشكل مشكلة حتى للاعبين بارزين في المواجهات ضد الفرق الكبرى.
بيدري بالأخص كان يتمركز بين الخطوط لكي يبدأ الهجمة من المنتصف ويوزعها على الرواقين، وحين فقدان الكرة يكون أول من يضغط على لاعبي باريس، ومارس دوره بطريقة ذكية للغاية اليوم.
خطة كومان الناجحة
من جديد عمل كومان على اللعب بثلاثة قلوب دفاع، الفريق اليوم أخفى باريس بشكل تام خاصةً في الشوط الأول، ولولا هفوة كليمو لونجليه التي تسببت في ركلة جزاء، لم يكن محظوظاً فيها، لكانت محصلة الفترة الأولى مختلفة، باريس لم يظهر حتى في المرتدات بسبب تواجد ثلاثة قلوب دفاع يشكلون حائط صد أمام لاعبي الخصم أثناء التحول السريع من الدفاع للهجوم.
وإحقاقاً للحق، لا يمكن أن ننسى الدور الذي لعبه الشاب أوسكار مينجيزا، الذي أثبت أن البارسا لديه مدافع مميز للمستقبل، مينجيزا فرض رقابة لصيقة على مبابي وساعد في الحد من خطورته ولولا أنه حصل على إنذار وخاف كومان عليه من الطرد، لاستمر في الملعب دون تغييره.
وحاول المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو امتصاص ضغط لاعبي برشلونة في الشوط الأول، من خلال الضغط المتقدم على لاعبي البارسا في أولى دقائق الشوط الثاني، لكن تركيز لاعبي البارسا مع تحليهم بالهدوء جعلهم يخرجون من الضغط بطريقة ذكية دون مشاكل، لتمر أول 5 دقائق بسلام ويعود اللقاء لسابق وتيرته التي عرفها في الفترة الأولى.
الموهبة ليست كل شيء
لا شك في الموهبة التي يملكها الفرنسي عثمان ديمبيلي، لكن ما نستمر في رؤيته منه في مباريات برشلونة تجعلنا نتأكد أنه لا يصلح للعب في فريق بحجم برشلونة بكل أمانة، ديمبيلي يمكن وصفه بالموهبة الفاسدة في البارسا، موهوب لكنه يفسد كل ما يفعله زملائه في الميدان.
ديمبيلي وحده أهدر حفنة من الفرص في الشوط الأول كانت كفيلة بجعل الريمونتادا حقيقة، أكثر من أربعة أهداف محققة أهدرها اللاعب الفرنسي الزجاجي على المرمى بقرارات سيئة وانعدام ذكاء، ويواصل بذلك المساهمة في اقصاء البارسا من المسابقات الأوروبية بإهدار فرص لا يمكن اهدارها.
باريس ذاق المرار وعانى كل المعاناة ضد برشلونة اليوم، رئته لم يتكن تتنفس من الأساس، ولولا الأكسجين الذي حصل عليه الفريق من لقاء الذهاب، لانتهت رحلته في التشامبيونزليج على يد البارسا.
الحارس ليس نصف الفريق فقط
يعتبر الكوستاريكي السبب الأبرز في فشل ريمونتادا برشلونة على باريس اليوم، مباراة بطولية قدمها حارس ريال مدريد السابق وتصدى للفرص تلو الأخرى من لاعبي برشلونة.
ويقولون عن حارس المرمى الذي يكون في مستويات طيبة أنه نصف الفريق، نعم مقولة صحيحة، لكن الكوستاريكي اليوم كان الفريق بأكمله، لولاه لكانت النتيجة مغايرة تماماً.
وتصدى نافاس لركلة جزاء في توقيت مثالي لباريس جعلت الفريق يدخل غرف الملابس وهو متعادل بدلاً من التأخر بهدفين، لجعل البارسا يفكر في تسجيل ثلاثية للتعادل، بدلاً من هدفين فقط في الـ 45 دقيقة المتبقية.
21 تسديدة لبرشلونة على مرمى نافاس الذي كان أشبه بالجدار العازل اليوم، منها واحدة من ركلة جزاء وأخرى في العارضة، و10 تصويبات بين العارضة والقائمين، وكان الكوستاريكي دوماً في الموعد.