وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 28 مارس - 2024

اللجنة الدستورية "الكورونية" .. والأسد الراحل في غضون شهرين *

اللجنة الدستورية

قاسيون ـ يشار كمال

مثير الخبر الذي يتحدث عن توقف أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف ، قبل أن تبدأ ، وذلك بسبب الإعلان عن اكتشاف ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا ، متوزعة على الوفود الثلاثة المشاركة في الاجتماعات ، وقادمة من سوريا حصرا .

المثير في الموضوع أن ذلك يعني بأن جميع أعضاء الوفود المشاركة سوف يتعرضون للحجر والعزل لمدة 14 يوما ، لأنه لا بد أن يكون المصاب من كل وفد ، قد خالط باقي أعضاء وفده وصافحهم ، وربما قبلهم من اليمين والشمال .. وبناء عليه ، لا غرابة أن يكون جميع أعضاء الوفود الثلاثة والبالغ عددهم 45 شخصا ، مصابون بكورونا ، وقد يفقد البعض منهم حياته .

الكثيرون تساءلوا : كيف خرج هؤلاء من سوريا ، وكل منهم يحمل وثيقة تثبت خلوه من كورونا ، كما هي الإجراءات المتفق عليها مع الأمم المتحدة قبل انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية ..؟

هذا يقودنا إلى استنتاجين ، إما أن الاختبارات التي يجريها النظام فاشلة وغير دقيقة ، أو أنهم يحملون وثائق مزورة تثبت خلوهم من المرض ..؟

لذلك هناك من ذهب بالتفكير ، إلى أن النظام ، وضمن ألاعيبه الشيطانية ، تقصد إرسال شخص من كل وفد ، حاملا لفيروس كورونا ، من أجل إثارة البلبلة وتوقف أعمال اللجنة . لأن الأشخاص الثلاثة المصابين ، جميعهم أتوا من سوريا ، بمن فيهم عضو وفد المعارضة ممثلا عن هيئة التنسيق الوطنية .

وما يؤكد رغبة النظام بتعطيل أعمال اللجنة الدستورية ، أن وفده وقبيل البدء بالجلسة الأولى اليوم الاثنين ، خرج بتوصيف لنفس بأنه لا يمثل الحكومة السورية ، وإنما هو وفد وطني ، الأمر الذي دفع أعضاء الوفد الممثلين عن المعارضة إلى الاعتراض على هذا التوصيف ، واعتباره محاولة من النظام للمماطلة والتسويف والتهرب من الاستحقاقات الدولية .

على أية حال ، لا بد أن نتذكر ، أن أعمال اللجنة الدستورية تنطلق في جنيف بالتزامن مع تصريحات للمبعوث الأممي غير بيدرسون ، أعترف فيها بأن العملية السياسية في سوريا لاتزال في بدايتها ، وأوحى فيما أوحاه في كلامه بأنه يجب أن لا نعول على حدوث اختراق كبير من خلال أعمال اللجنة الدستورية ..

أي أن المجتمع الدولي لا يعول كثيرا على الحل السياسي في سوريا ، ولا ينتظر كذلك أن يأتي هذا الحل من خلال اللجنة الدستورية .. ولعل ذلك يحيلنا إلى تحليلات بدأت تتحدث عن تفاهمات بين الأمريكان والروس ، عن شكل الحل في سوريا ، إنطلاقا من اللقاءات التي أجراها مسؤولون أمريكيون مع شخصيات معارضة ، بالإضافة إلى المسؤولين الروس الذين عقدوا ما يشبه تلك اللقاءات ، خلال الأشهر الماضية ..

تلك التحليلات تتحدث عن أن الجانبين الروسي والأمريكي توصلا إلى اتفاق يقضي بترحيل الأسد في غضون شهرين ، مع تشكيل مجلس حكم انتقالي مؤقت ، يقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية ، تحت رعاية روسية حصرا ، والتي سيكون لها دور كذلك في تسمية الكثير من أعضاء هذا المجلس ، بما في ذلك تدخلها في جميع الانتخابات التي ستجرى لاحقا ، بحيث لا يصل إلى السلطة إلا شخصية موالية لها .

لسنا على اطلاع على مدى دقة هذه التحليلات أو صحتها فيما إذا كانت معلومات ، لكن ما هو مؤكد أن روسيا في ورطة كبيرة اليوم في سوريا ، وتدرك أن المياه الراكدة لا يمكن تحريكها من خلال بشار الأسد وأركان حكمها ، بل لا بد من رمي حجر جديد فيها .. والحجر لا بد أن يكون رأس السلطة في سوريا .