وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 28 مارس - 2024

حتى أنت يا جنوب أفريقيا ..!

حتى أنت يا جنوب أفريقيا ..!

قاسيون ـ شادي شماع

من المؤلم أن تعلم أن دولة مثل جنوب أفريقيا ، التي تعتبر رمزا من رموز الدفاع عن حرية الانسان والديمقراطية ، أنها لا تزال تقف مع نظام الأسد ولا تزال تحتفظ بسفيرها بدمشق ، وأنها الدولة الوحيدة من العالم المتحضر الذي لم يفرض العقوبات على النظام ، بل وأكثر من ذلك أمدته بالأسلحة التي ساهمت بقتل شعبه .. ولعل فضيحة القناصات المتطورة التي قام رجل الأعمال سليمان معروف باستيرادها من جنوب أفريقيا في بداية الثورة ، بعد أن عجز النظام عن استيرادها من أي دولة أخرى ، لاتزال طازجة في أذهان الشعب السوري ولن ينسى أبدا بأن بلد نيلسن مانديلا ساندت نظام القتل والإجرام في بلده ..

على صعيد المواقف الجديدة لجنوب أفريقيا المساندة للنظام ، فقد أعلن سفيرها مؤخرا في دمشق ، أنه تواصل مع رجال أعمال سوريين وشركات خاصة ومع جهات حكومية ، مبديا استعداد حكومته للمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا وبشروط تفضيلية ..وأضاف أن عددا كبيرا من شركات الإعمار في جنوب أفريقيا أبدت رغبتها للمساهمة في إعادة الإعمار في سوريا وأنه بناء على هذه الرغبة اجتمع مع وزير الإسكان في حكومة النظام وبحث معه إمكانية عقد اتفاقيات في هذا الشأن ..

النظام من جهته ، بارع جدا في استثمار مصالح الدول التي ساندته ووقفت إلى جانبه او تلك التي لايزال يأمل منها المساندة .. ولا نستغرب أن يقترب الحل السياسي في سوريا ، وقد قام النظام بتوريط البلد بكم هال من الديون والعقود الدولية التي لن يستطيع الشعب السوري التخلص منها بعد عشرات السنين ..

وحتى الآن لا أحد يعلم بالضبط حجم الامتيازات التي قدمها النظام لداعميه في حربه على الشعب السوري ، وقد يكون ما هو مخفي أعظم بكثير مما هو معلن أو متوقع ... فهناك دول مثل الهند والصين ، أعلنت منذ زمن أنها بحثت مع النظام إبرام عقود من أجل إعادة الأعمار ... وهو ما ستكشفه لنا الأيام القادمة بكل تأكيد ..