وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 28 مارس - 2024

بشار المختبئ في جحره

بشار المختبئ في جحره

قاسيون ـ عادل قطف

رغم كل محاولات وسائل إعلام النظام ، لنقل مسؤولية الأوضاع المتردية في سوريا ، من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة ، إلا أن رئيس الوزراء لازال قادرا على التجول في الأسواق والشوارع والتنقل بين المحافظات بأريحية ودون أن يتعرض له أحد ، بينما لا يستطيع الرئيس أن يقوم بنفس السلوك وهو يتنقل متخفيا ، كما أنه يعيش مختبئا في مكان لا يعرفه أحد منذ أكثر من عشر سنوات ...

تقوم سياسة النظام السوري ومنذ زمن طويل ، على أن الرئيس هو الذي يرفع الرواتب ويقدم الهبات والعطايا ، بينما الحكومة هي من تقوم برفع الأسعار في اليوم التالي لأنها لا تريد أن تجهد نفسها في البحث عن إيرادات جديدة لتغطية نفقات هذه الزيادة .. ومع ذلك فإن المواطنين لا ينقمون على الحكومة وإنما على الرئيس ..

في الخمس سنوات الأولى من ولاية بشار الأسد ، أحس النظام أن الناس لا تشعر بالنقمة على الحكومة ، رغم كل ما تسببه لهم من أزمات ، وأن نقمتهم دائما متوجهة إلى مؤسسة الرئاسة ويحملونها المسؤولية في كل ما يجري ... لذلك تم الإيعاز لوسائل الإعلام بانتقاد الحكومة كيفما تشاء بما في ذلك رئيسها ، وهو الأمر الذي أزعج محمد ناجي عطري رئيس الوزراء في ذلك الوقت ، فأصدر قرارا يمنع فيه انتقاده شخصيا في وسائل الإعلام تحت طائلة المحاسبة الشديدة .. أما على مستوى الرأي العام الشعبي ، فقد زادت قناعة الناس بأن الحكومة لو كانت ذو هيبة وصاحبة سلطة وقرار لما تم انتقادها بهذا الشكل .. !!

خلال سنوات الثورة ، حاول بشار في جميع تصريحاته لوسائل الإعلام العالمية ، أن يكرس فكرة بأن الشعب ثار احتجاجا على الحكومة لأنه كانت لهم مطالب محقة .. ومع ذلك لم تفلح محاولاته في تكريس هذه المفهوم لصورة الثورة السورية .. كما أن أول ما قام به في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي ، هو تغيير الحكومة ، لكن ظلت الثورة مستمرة ..

في الحقيقة ، لا أحد ينكر أن للحكومة دائما دور كبير في تسيير دفة الاقتصاد الوطني ، وهي تتحمل المسؤولية في غالب الأحيان عن الكثير من الأزمات المعاشية للناس ، بسبب سياساتها ، وهو أمر يحدث في كل الدول ، فلا يعقل أن يكون هناك حكومة بلا صلاحيات إطلاقا ، لكن في الحالة السورية ، فإن نزع الهيبة عن الجميع وتركيزها في مؤسسة الرئاسة والمخابرات ، هو ما جعل الناس تظن بأن أغلب أزماتهم نتيجة لتسلط هؤلاء .. وهو ما يجعلنا اليوم نرى حسين عرنوس يستطيع أن يتجول في الشوارع والأسواق بمنتهى الأريحية ، بل ونجزم أنه يستطيع أن يدخل إلى مناطق المعارضة دون أن يتعرض له أحد ، بينما لا يستطيع بشار الأسد أن يتجول سوى بين عناصر المخابرات التابعين له .